«أطباء بلا حدود»: مرض قاتل بالسودان يتسبب في وفاة 24 شخص وإصابة المئات

لقي ما لا يقل عن 24 شخصًا حتفهم، بينما نُقل أكثر من 800 آخرين إلى المستشفيات خلال الأيام الثلاثة الماضية في ولاية النيل الأبيض بجنوب السودان، نتيجة تفشي مرض يُنقل عبر المياه، وفقًا لما أعلنته منظمة أطباء بلا حدود. 

وقالت المنظمة الدولية في بيان لها، الجمعة، إن الوضع تفاقم بعد أن فقدت آلاف العائلات الوصول إلى مياه الشرب النظيفة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة.

جاء هذا التفشي عقب هجوم بطائرات مسيّرة استهدف محطة أم دباكر لتوليد الكهرباء، التي تقع على بُعد 275 كيلومترًا جنوب العاصمة الخرطوم. 

وأسفر الهجوم عن تعطيل التيار الكهربائي في مدينة كوستي بولاية النيل الأبيض، مما أدى إلى أزمة حادة في توفر المياه الصالحة للشرب ودفع السكان للاعتماد على مياه النهر كمصدر وحيد.

انتشار سريع للمرض 

ذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن المصدر الأكثر احتمالًا للعدوى هو نهر النيل الأبيض، حيث لجأت العائلات المتضررة إلى جمع المياه باستخدام عربات تجرّها الحمير بسبب انقطاع الكهرباء. 

ومع ازدياد أعداد الإصابات، قررت السلطات حظر جمع المياه من النهر، كما أصدرت تعليمات بإضافة جرعات إضافية من الكلور إلى شبكة توزيع المياه.

تدابير وقائية صارمة

كخطوة احترازية، أُغلقت معظم المطاعم المحلية في المنطقة، في حين يعمل مركز علاج الكوليرا بمستشفى كوستي الجامعي بأقصى طاقته لاستقبال المرضى الذين يعانون من إسهال حاد، جفاف وقيء.

وحذّر الدكتور فرنسيس لايو أوكان، المرجع الطبي في مشروع أطباء بلا حدود، من أن "الوضع مثير للقلق وهو على وشك الخروج عن السيطرة".

الحرب تؤجج الأزمات الصحية

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، يعيش السودان أزمة إنسانية خانقة تسببت في مقتل عشرات الآلاف وتهجير الملايين، كما أدى استهداف منشآت البنية التحتية، مثل محطات الكهرباء والمياه، إلى تعميق معاناة السكان.

وفي تقرير لها بشهر يناير، حذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من تصاعد الهجمات على البنية التحتية المدنية، والتي تُهدد بتفاقم أزمة المياه والكهرباء وتُعرّض ملايين الأشخاص للخطر.

انتشار واسع للكوليرا

في العام الماضي، أعلنت الحكومة السودانية تفشي وباء الكوليرا في البلاد، حيث تم تسجيل 24,609 حالة إصابة و699 وفاة بحلول أكتوبر 2023. 

وتُعد الكوليرا عدوى حادة تُسبب الإسهال، وتنتقل عن طريق تناول الطعام أو شرب المياه الملوثة ببكتيريا، وفقًا لـ منظمة الصحة العالمية.

واستنفرت وزارة الصحة السودانية أكثر من 100 كادر طبي، ووفرت أكثر من 6,000 وحدة من المحاليل الوريدية، بالإضافة إلى إرسال فرق متخصصة في صحة البيئة لتعزيز سلامة المياه والتأكد من تحسين النظافة الصحية في المناطق المتضررة.