تقرير أممي: العالم يخسر 16 مليون دولار في الساعة بسبب التغيرات المناخية
تقرير أممي: العالم يخسر 16 مليون دولار في الساعة بسبب التغيرات المناخية
سلّط المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الضوء على الخطر العميق الذي يحدِّق بكوكب الأرض وحقوق الإنسان والمستقبل بسبب تغير المناخ، فالأنهار الجليدية تذوب، والمحيطات ترتفع درجة حرارتها، والغابات المطيرة تحترق، والأنهار والبحيرات تجف من المياه، والحياة وسبل العيش يُقضى عليها بسبب الآثار الضارة لتغير المناخ.
جاء ذلك في تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان حول حلقة النقاش السنوية بشأن حقوق الإنسان وتغير المناخ التي ركزت على ضمان قدرة سبل العيش على الصمود في سياق مخاطر الخسائر والأضرار المتصلة بالآثار السلبية لتغير المناخ من أجل التوصل تدريجيا إلى الإعمال الكامل لجميع حقوق الإنسان وسبل المضي قدماً في التصدي للتحديات التي تعترض ذلك، على أساس الإنصاف والعدل المناخي. المقدم لمجلس حقوق الإنسان في دورته الـ58 التي تتواصل حتى 4 أبريل المقبل، واطلع "جسور بوست" على نسخة منه.
وقال تورك، إن حدة الكوارث المفاجئة، مثل الفيضانات والحرائق، تزداد مع استحكام الآثار الناجمة عن تغير المناخ وتشمل هذه الآثار أيضاً الظواهر البطيئة الحدوث، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وتدهور الأراضي والغابات، وتقلص مصادر المياه، والتربة القاحلة حيث يتعذر نمو المحاصيل الغذائية.
وحذّر تورك من احتمال بنسبة 80 في المئة أن يزيد الارتفاع في متوسط درجة الحرارة السنوية العالمية، في إحدى السنوات الخمس القادمة، بأكثر من 1.5 درجة مئوية عن خط الأساس لما قبل الثورة الصناعية.
وشدد المفوض السامي على أن الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ تؤثر على الأشخاص الذين يعانون ضعف الحال، إذ تتكبد البلدان النامية المعاناة الأكبر، على الرغم من أنها الأقل إسهاماً في تغير المناخ.
وشدد على واقع تدهور النظم الإيكولوجية الذي تواجهه الشعوب الأصلية وغيرها من الشعوب التي تعتمد على الأرض والبيئة في سبل عيشها، بما يشمل نزوح الملايين من الأشخاص الذين لم تعد أراضيهم قادرة على تلبية احتياجاتهم.
وأشار إلى أن تغير المناخ يؤثر بصورة متزايدة على حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الغذاء، وفي بيئة نظيفة وصحية ومستدامة، وفي مستوى معيشي مناسب، وفي الحياة بحد ذاتها… ويؤثر أيضاً على حقوق العمال، إذ تشير التوقعات إلى أن أكثر من 2 في المئة من إجمالي ساعات العمل في جميع أنحاء العالم سيضيع سنوياً بحلول عام 2030 بسبب الإجهاد الحراري.
وأضاف المفوض السامي: في الوقت الحالي، يمكن أن يُعزى أكثر من ثلث الوفيات المرتبطة بالحرارة في جميع أنحاء العالم إلى تغير المناخ والتكلفة الاقتصادية لتغير المناخ كبيرة، إذ تقدر بعض الأبحاث أن العالم تكبد خسائر وأضراراً لا تقل عن 2.8 تريليون دولار بسبب تغير المناخ بين عامي 2000 و2019، أي ما يعادل 16 مليون دولار في الساعة.
ودعا المفوض السامي، في تقريره، إلى زيادة الجهود المبذولة من أجل التصدي للخسائر والأضرار الحالية والمستقبلية، بما في ذلك اتخاذ تدابير لتحقيق قدرة سبل العيش على الصمود لصالح الأفراد والمجتمعات المحلية الذين يتأثرون مباشرة بتغير المناخ.
وسلط المفوض السامي الضوء على وجوب التزام البلدان التي تتحمل المسؤولية الأكبر عن تغير المناخ بتوفير تمويل مناخي كافٍ قائم على المنح لجبر الأضرار التي تلحق بحقوق الإنسان نتيجة الخسائر والأضرار المتصلة بالمناخ.
ومن أجل تعزيز الأمن الغذائي وسبل العيش المستدامة، ينبغي أن تعزز الدول قدرة النظم الزراعية الغذائية على الصمود من خلال النهج القائمة على الحقوق، وينبغي إيلاء اهتمام خاص لضمان حقوق الشعوب الأصلية ومعرفتها التقليدية. بحسب التقرير.