«كوب 16».. اتفاق عالمي لتمويل حماية البيئة في اللحظات الأخيرة

توصلت دول العالم، ليل الخميس/ الجمعة، إلى اتفاق بشأن تمويل جهود حفظ البيئة في ختام مفاوضات شاقة استمرت ثلاثة أيام في روما، متجنبة بذلك تكرار الفشل الذي شهدته مفاوضات كولومبيا قبل أربعة أشهر.

اعتمد مؤتمر الأطراف السادس عشر (كوب16) لاتفاقية التنوع البيولوجي الاتفاق وسط تصفيق المندوبين، حيث أشادت رئيسة المؤتمر، الكولومبية سوزانا محمد، بجهود المشاركين قائلة: "التصفيق لكم جميعًا، لقد قمتم بعمل مذهل"، وفق وكالة "فرانس برس".

ينص الاتفاق على خطة تمويل لحماية الطبيعة حتى عام 2030، مع ضرورة جمع مليارات الدولارات لوقف إزالة الغابات، والاستغلال المفرط للموارد، والتلوث، وهي عوامل تهدد الأمن الغذائي والمناخ، كما تعرض مليون نوع من الكائنات لخطر الانقراض.

التحديات المالية والخلافات السياسية

وفقًا لاتفاق كونمينغ-مونتريال لعام 2022، تسعى الدول إلى زيادة الإنفاق على حماية الطبيعة ليصل إلى 200 مليار دولار سنويًا بحلول 2030، منها 30 مليار دولار تقدمها الدول الغنية للدول الفقيرة، بزيادة عن 15 مليار دولار في 2022.

تسبب اقتراح الدول الفقيرة بإنشاء صندوق جديد مخصص للتنوع البيولوجي في خلاف حاد، إذ أيدت مجموعة بريكس بقيادة البرازيل المقترح، فيما عارضته الدول المتقدمة، وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي واليابان وكندا، بحجة تجزئة المساعدات التنموية وتراجع التمويل بسبب الأزمات المالية.

قدمت الرئاسة الكولومبية لمؤتمر "كوب 16" مقترحًا تسوويًا يتضمن خريطة طريق لإصلاح الأنظمة المالية الحالية، وتحسين أداء مرفق البيئة العالمية (GEF) وصندوق الإطار العالمي للتنوع البيولوجي (GBFF). 

وتضمن المقترح تقييم الحاجة لإنشاء صندوق جديد بحلول مؤتمر الأطراف الثامن عشر في 2028.

تصريحات داعمة ومواقف متباينة

حثّ وزير البيئة الكندي ستيفن غيلبوت الدول على قبول التسوية، مؤكدًا أن "العالم يراقبنا وعلينا إثبات نجاح التعددية"، فيما اعتبرت الوزيرة الفرنسية أنييس بانييه-روناتشير أن "الاتفاق لن يكون مرضيًا للجميع". 

ومن جانبها، عبرت ممثلة البرازيل، ماريا أنجيليكا إيكيدا، عن "خيبة أمل حقيقية"، مشيرة إلى أن إنشاء الصندوق الجديد كان ينبغي أن يحدث منذ المؤتمر الأول قبل 30 عامًا.