غوتيريش يحمل «ثلاث أولويات» إلى قمة الجامعة العربية حول إعمار غزة

غوتيريش يحمل «ثلاث أولويات» إلى قمة الجامعة العربية حول إعمار غزة
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش- أرشيف

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه سيشارك في مؤتمر القمة الاستثنائي لجامعة الدول العربية، المقرر انعقاده يوم الثلاثاء المقبل، لمناقشة إعادة إعمار غزة.

وشدد غوتيريش على رفض جميع أشكال التطهير العرقي، اليوم السبت، مؤكداً ضرورة بقاء غزة جزءاً لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، مع ضرورة معالجة الشواغل الأمنية المشروعة لإسرائيل، وفقا لأخبار الأمم المتحدة.

وأكد غوتيريش أن الصراع الذي اندلع بعد هجمات حماس في السابع من أكتوبر الماضي أدى إلى مستويات غير مسبوقة من الدمار والخسائر البشرية في غزة، موضحا أنه سيطرح خلال القمة ثلاث أولويات رئيسية، أولها أهمية استمرار وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن.

ودعا الأطراف إلى بذل كل الجهود لتجنب انهيار الاتفاق، مشدداً على ضرورة الوفاء بالالتزامات المتفق عليها.

وقال: "يجب إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً، وبدون شروط، وبطريقة تحترم كرامتهم، كما يجب ضمان المعاملة الإنسانية لجميع المحتجزين من الطرفين".

ضمان تدفق المساعدات

أوضح غوتيريش أن الأولوية الثانية تتمثل في ضمان استمرار المساعدات الإنسانية، وحمايتها، وتمويلها، وتسهيل تدفقها دون عوائق إلى السكان الأكثر احتياجاً، ولفت إلى أن "كل لحظة يصمد فيها وقف إطلاق النار تعني إيصال مساعدات إلى المزيد من المحتاجين وإنقاذ مزيد من الأرواح".

وأشار إلى أن وقف إطلاق النار أتاح للعاملين في المجال الإنساني تكثيف جهودهم، ما مكّنهم من إيصال الغذاء لجميع سكان غزة تقريباً، وتوزيع مستلزمات الإيواء والملابس لعشرات الآلاف من النازحين، ومضاعفة كمية المياه النظيفة المتاحة للسكان.

وشدد غوتيريش على ضرورة الحفاظ على الدور الفريد لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مطالباً بتقديم الدعم العاجل والكامل لأنشطتها.

إطار واضح لإعادة الإعمار

أكد غوتيريش أن إنهاء الأزمة الحالية ليس سوى خطوة أولى، وأنه لا بد من وضع إطار سياسي واضح لضمان استقرار غزة وإعادة إعمارها.

وأشار إلى أن هذا الإطار يجب أن يرتكز على مبادئ واضحة، من بينها منع أي شكل من أشكال التطهير العرقي، ورفض أي وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد في القطاع.

وشدد على ضرورة معالجة المخاوف الأمنية المشروعة لإسرائيل، وضمان بقاء غزة جزءاً لا يتجزأ من دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، مع عدم انتقاص أراضيها أو نقل سكانها قسراً.

وحدة الأراضي الفلسطينية

دعا غوتيريش إلى التعامل مع غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، باعتبارها كياناً واحداً سياسياً واقتصادياً وإدارياً، وطالب بتهدئة الأوضاع في الضفة الغربية، حيث تتعرض البنية التحتية للتدمير، ويُقتل المدنيون، وتُمنع المجتمعات المحلية من العودة إلى منازلها، مع تقييد وصول السكان إلى الرعاية الصحية.

وحث على وقف الإجراءات الأحادية، مثل التوسع الاستيطاني والتهديدات بالضم، داعياً إلى وضع حد للهجمات على المدنيين وممتلكاتهم.

وأكد غوتيريش أن الأولوية الثالثة تتمثل في اتخاذ خطوات ملموسة لتحقيق حل الدولتين، مشدداً على ضرورة تمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره والعيش بحرية وأمان على أرضه.

وأوضح أن السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم هو إقامة دولتين؛ إسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مع جعل القدس عاصمة مشتركة لكلا الدولتين، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يستحقون الاستقرار والسلام العادل، كما يستحق الإسرائيليون العيش بأمان.

إعادة إعمار مستدامة

حذر غوتيريش من خطورة استئناف الأعمال العدائية، لما قد يترتب عليها من تعميق المعاناة وزيادة زعزعة الاستقرار في المنطقة. 

وشدد على الحاجة إلى إعادة إعمار مستدامة وحل سياسي موحد ومبدئي، مؤكداً أنه سيحمل هذه الرسالة إلى القمة العربية في القاهرة الأسبوع المقبل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية