أشعلت مواقع التواصل.. طبيبة سودانية تتحدى الحرب وتنقذ الأطفال رغم القصف

أشعلت مواقع التواصل.. طبيبة سودانية تتحدى الحرب وتنقذ الأطفال رغم القصف
أحد الأطفال في السودان- أرشيف

بينما أجبر النزاع الدامي في السودان الملايين على الفرار بحثًا عن الأمان، اختارت الدكتورة فتحية أحمد عبد الماجد، استشارية طب الأطفال وحديثي الولادة، طريقًا مختلفًا، مفضّلة البقاء في مستشفى البلك بأم درمان لإنقاذ حياة الأطفال رغم القصف وشحّ الأدوية ونقص الإمدادات الطبية.

وفق ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، رفضت الطبيبة السودانية مغادرة المستشفى رغم الخطر المحدق.

وأكدت أنها لن تترك الأطفال وحدهم في وجه الموت، كانت تعمل بلا أجهزة متطورة ولا إمدادات كافية، لكنها امتلكت إرادة لا تُقهر، لم تكن مجرد طبيبة، بل أمًا وسندًا للأطفال الذين توافدوا إلى المستشفى، تطمئنهم وسط أصوات الانفجارات، وتواسي الأمهات اللاتي فقدن الأمل.

تكريم يعكس التضحيات

وبعد قرابة عامين من الصمود، وقف العاملون في مستشفى البلك ليكرموا الطبيبة التي لم ترفع الراية البيضاء، في لحظة إنسانية مفعمة بالمشاعر، حيث اختلطت الدموع بالتصفيق اعترافًا بتضحياتها. 

وفي بيان رسمي، وصفتها نقابة أطباء السودان بأنها "مفخرة لكل الأطباء"، مؤكدين أنها قدمت الممكن وبعض المستحيل لأطفال محلية كرري في ظل الظروف الصعبة.

وما إن انتشر فيديو تكريم الطبيبة حتى غمرت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الإعجاب والتقدير؛ كتب أحدهم: "لا أستطيع مشاهدة الفيديو دون أن تغلبني دموعي، أنتم الإنجاز الحقيقي، جيش الصحة الذي يحارب رغم المحن"، بينما رأى آخرون أن قصتها ستظل محفورة في وجدان السودانيين، لتبرهن أن البطولة تصنعها المواقف لا السلاح.

معارك لعامين

ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 معارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص وتشريد أكثر من 14 مليونًا، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخ البلاد.

ورغم محاولات الوساطة الدولية، لا تزال المآسي تتفاقم، وسط وعود متكررة بوقف إطلاق النار لم تجد طريقها إلى التنفيذ.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية