تقرير أممي: الحرب تواصل امتهان الكرامة الإنسانية في السودان

تقرير أممي: الحرب تواصل امتهان الكرامة الإنسانية في السودان
مجموعة من النازحين الفارين من الصراع في السودان

سجلت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان 88 هجوماً عنيفاً على المدارس منذ بداية النزاع في السودان حتى مايو 2024، وفي 14 مارس 2024 قيل إن القوات المسلحة السودانية شنت ما لا يقل عن ثلاث غارات جوية على مدرسة الحضرة الابتدائية الحكومية في قرية الحضرة محلية دلامي ولاية جنوب كردفان، وفي 14 أغسطس 2024، قيل إن قصفاً شنته قوات الدعم السريع طال مدرسة أبو ستة للبنات في الأبيض في ولاية شمال كردفان، ما أسفر عن مقتل 10 فتيات ومعلمة واحدة وإصابة 10 فتيات ومعلمتين.

جاء ذلك في تقرير مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان عن حالة حقوق الإنسان في السودان، في الفترة من 16 ديسمبر 2023 إلى 15 نوفمبر 2024، المقدم لمجلس حقوق الإنسان في دورته الـ58 التي تتواصل فعالياتها حتى 4 أبريل المقبل، واطلع "جسور بوست" على نسخة منه.

وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، استمر القتال العنيف في العديد من المناطق وتوسع نطاق النزاع ليشمل مناطق جديدة، ما أدى إلى مقتل ما يقدر بنحو 3 آلاف و933 مدنياً، منهم ما لا يقل عن 199 امرأة و338 طفلا، وإصابة 4 آلاف و381 آخرين، منهم 97 امرأة و140 طفلا، وكانت ولاية الجزيرة هي الأكثر تضرراً، تليها ولايتا شمال دارفور والخرطوم. 

وامتدت الاشتباكات إلى ولاية سنار وأجزاء من إقليم النيل الأزرق، بينما استمر القتال في التوسع في إقليم كردفان، وفي 24 يونيو 2024 سيطرت قوات الدعم السريع على جبل مويا الذي يربط بين ولايتي سنار والنيل الأبيض ربطاً استراتيجيا، ثم سيطرت على مدينة سنجة في ولاية سنار، لكن في 5 أكتوبر 2024، استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على جبل مويا. 

ومنذ مايو 2024، تحاصر قوات الدعم السريع، مدعومة بالقوات المتحالفة معها، مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، وتشن هجمات على المدينة من عدة جبهات، وبدءاً من 12 سبتمبر 2024، اشتد القتال للسيطرة على المدينة. 

وشنت قوات الدعم السريع هجمات بالمدفعية الثقيلة، في حين شنت القوات المسلحة السودانية غارات جوية وقصفاً لصد تلك الهجمات بدعم من القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح، وشنت هجمات في أجزاء من ولاية شمال دارفور في أوائل أكتوبر 2024.

وواصل طرفا النزاع شن هجمات على مناطق مكتظة بالسكان، دون إنذار مسبق في كثير من الأحيان، واستخدام أسلحة متفجرة ذات آثار واسعة النطاق، لا سيما في ولاية الخرطوم وإقليم دارفور وبعض مناطق إقليم كردفان، ما يثير شواغل جدية بشأن احترام الطرفين مبادئ التمييز والتناسب والحيطة بموجب القانون الدولي الإنساني. 

وفي الفاشر وما حولها، في شمال دارفور، أشارت تقديرات المفوضية إلى مقتل 832 مدنياً، منهم ما لا يقل عن 79 امرأة و111 طفلا، وإصابة 1678 آخرين منهم ما لا يقل عن 45 امرأة و36 طفلاً، منذ مايو 2024، لأن طرفي النزاع شنا مراراً غارات جوية وقصفاً مدفعياً كثيفاً على البنية التحتية المدنية. 

ووثقت منظمة الصحة العالمية في جميع أنحاء السودان 61 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية خلال الفترة المشمولة بالتقرير، ما أدى إلى مقتل 157 شخصاً وإصابة 95 آخرين، فيما يبدو أنه نمط مستمر من الهجمات على مرافق الرعاية الصحية.

وفي الفترة من 9 مايو إلى 23 يونيو 2024، وثقت المفوضية تسع هجمات استهدفت مرافق الرعاية الصحية في مدينة الفاشر وحدها، وكانت معظم تلك الهجمات التي يعتقد أن قوات الدعم السريع شنتها عن طريق القصف المدفعي دون سابق إنذار.

واستمر الإبلاغ عن حوادث الحرمان التعسفي من الحياة، وتورطت قوات العمليات الخاصة والمستنفرين في حالات إعدام بإجراءات موجزة لأشخاص يُزعم أنهم متهمون بالتعاون مع قوات الدعم السريع، خاصة بعد سيطرة القوات المسلحة السودانية على حي العباسية في أم درمان في منتصف يناير 2024.

وأبلغ أيضاً عن زيادة في عمليات القتل بإجراءات موجزة للمدنيين على أيدي قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها في الولايات الخاضعة لسيطرتها، بما فيها الجزيرة والخرطوم وشمال دارفور.

وخلال الفترة المشمولة بالتقرير، تلقت المفوضية تقارير موثوقة عن 60 حادث عنف جنسي متصلاً بالنزاع، بما في ذلك الاغتصاب والاغتصاب الجماعي، شملت ما لا يقل عن 83 ضحية؛ 62 امرأة، و18 فتاة، و3 رجال، وبذلك يصل العدد الإجمالي لحوادث العنف الجنسي المتصل بالنزاع التي وثقتها المفوضية منذ بداية النزاع إلى 120 حادثاً، شملت ما لا يقل عن 203 ضحايا؛ 162 امرأة، و36 فتاة، و4 رجال، وفتى واحد. 

واستمرت التقارير المتعلقة بحالات الاختفاء والمفقودين، بوسائل منها الاحتجاز والاختطاف على أيدي طرفي النزاع، طوال الفترة المشمولة بالتقرير، ما يثير شواغل بشأن حالات الاختفاء القسري. 

وتسبب النزاع الدائر في السودان في أكبر أزمة نزوح في العالم، وحتى 6 نوفمبر 2024، بلغ عدد النازحين داخلياً أكثر من 11.1 مليون شخص، منهم أكثر من 8.4 مليون نازح منذ بداية النزاع، وفرّ أكثر من 3.1 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، وتفاقمت الحالة المزرية للنازحين داخلياً بسبب حوادث الإخلاء القسري أو التهديد بالإخلاء من مآويهم المؤقتة.

ولا تزال التحديات التي تعترض وصول المساعدات الإنسانية وعرقلة طرفي النزاع المتعمدة الوصول المعونات تؤثر بشدة على السكان الأكثر عرضة للخطر، إذ يحتاج أكثر من 24.8 مليون شخص (أكثر من نصف سكان السودان) إلى مساعدة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية