حوّل أجزاء من البلاد لـ«جحيم».. الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة بالسودان

حوّل أجزاء من البلاد لـ«جحيم».. الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة بالسودان
نازحون سودانيون- صورة أرشيفية

أكدت مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إديم وسورنو، أن الصراع المستمر في السودان منذ قرابة عامين تسبب في معاناة هائلة، وحوّل أجزاء من البلاد إلى "جحيم"، مشددة على أن الشعب السوداني يستحق استجابة أفضل من قادته والمجتمع الدولي.

وأوضحت وسورنو، خلال إحاطتها أمام اجتماع مجلس الأمن لمناقشة الوضع في السودان، أن أكثر من 12 مليون شخص نزحوا عن ديارهم، منهم 3.4 مليون فروا إلى خارج البلاد، فيما يواجه أكثر من نصف السكان –أي نحو 24.6 مليون شخص– الجوع الحاد، وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وحذّرت المسؤولة الأممية من تطورات مقلقة في شمال دارفور، بما في ذلك العنف المستمر في مخيم زمزم للنازحين، وكذلك في الخرطوم والمناطق الجنوبية.

هجمات على المدنيين

وأشارت المسؤولة الأممية إلى أن الهجمات على المدنيين مستمرة رغم مرور ثمانية أشهر على تبني مجلس الأمن القرار 2736. 

وشددت على أن تصاعد العنف في مخيم زمزم، الذي يضم مئات الآلاف من النازحين، أدى إلى ظروف مجاعة حقيقية.

وأضافت أن القتال العنيف لا يزال يؤثر على سكان الخرطوم، حيث تحقق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من تقارير تفيد بحدوث عمليات إعدام ميدانية للمدنيين في المناطق التي شهدت تغيراً في السيطرة. 

وانتقل العنف إلى شمال وجنوب كردفان، ما زاد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون وعرقل حركة العاملين في المجال الإنساني.

مطالب أممية عاجلة

قدمت وسورنو أمام مجلس الأمن ثلاثة مطالب رئيسية، هي حماية المدنيين، وضمان الوصول الإنساني، وتوفير التمويل.

ودعت مجلس الأمن والدول ذات النفوذ إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان امتثال جميع الأطراف للقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين والبنية التحتية الحيوية.

وشددت على ضرورة الالتزام الفعلي بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى المحتاجين، مؤكدة أن حجم الاحتياجات في السودان غير مسبوق، داعية المجتمع الدولي إلى تعبئة دعم مالي سريع ومرن للاستجابة للأزمة.

تفاقم أزمة الغذاء في دارفور

من جانبه، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه اضطر إلى تعليق توزيع المساعدات الغذائية والتغذوية في مخيم زمزم بسبب القتال العنيف، مشيراً إلى أن آلاف الأسر في المخيم تواجه خطر الموت جوعاً خلال الأسابيع المقبلة.

وأكد المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في شرق إفريقيا، لوران بوكيرا، أن استئناف المساعدات في زمزم يتطلب وقف القتال وضمانات أمنية للعاملين الإنسانيين. 

وأوضح أن العوائق الأمنية، إلى جانب إغلاق بعض الطرق والحدود، منعت وصول القوافل الإنسانية إلى المخيم.

ولتجاوز العقبات الأمنية، أطلق البرنامج آلية تسجيل ذاتي عبر الإنترنت لتوزيع التحويلات النقدية الرقمية في شمال دارفور، بهدف تمكين المحتاجين من الحصول على الدعم عندما يتعذر وصول المساعدات الميدانية.

نداء أممي لجمع 6 مليارات دولار

وأشارت الأمم المتحدة إلى أن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشر، والمفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أطلقا نداءً إنسانياً لجمع 6 مليارات دولار لدعم 21 مليون شخص في السودان، إلى جانب 5 ملايين لاجئ في الدول المجاورة.

وسط استمرار الحرب وتفاقم الأزمة الإنسانية، تحذر الأمم المتحدة من أن السودان يواجه كارثة غير مسبوقة ما لم يتم اتخاذ خطوات سريعة لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات العاجلة إلى المحتاجين.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية