تقرير أممي يوثق انتهاكات حقوقية ضد اللاجئين في إفريقيا الوسطى

تقرير أممي يوثق انتهاكات حقوقية ضد اللاجئين في إفريقيا الوسطى
لاجئون في إفريقيا الوسطى- أرشيف

زعم تقرير صادر عن الأمم المتحدة تورط جماعات مسلحة، بينها فصيل مرتبط بالقوات المسلحة، في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد المجتمعات المسلمة واللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين جنوب شرق جمهورية إفريقيا الوسطى.

وكشف التقرير، الصادر عن بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس الأربعاء، عن هجمات نفذتها عناصر من مجموعة "فاغنر تي أزاندي"، المرتبطة بالجيش الوطني، أسفرت عن مقتل 24 شخصًا على الأقل، بينهم ضحايا أعدموا ميدانيًا دون محاكمات، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

ووثق التقرير انتهاكات أخرى، شملت جرائم عنف جنسي وجرائم اغتصاب جماعي، بالإضافة إلى العمل القسري والتعذيب والمعاملة القاسية والمهينة، إلى جانب عمليات نهب واسعة للمنازل والمتاجر.

مطالبات دولية بالمحاسبة

أكد المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن هذه الجرائم "يجب ألا تمر دون عقاب"، مشددًا على ضرورة التحقيق في صلات مجموعة "فاغنر تي أزاندي" بالجيش الوطني، والشفافية الكاملة حول أنشطتها، موضحا أنه "إذا تعذر توضيح علاقتها، فيجب نزع سلاحها فورًا".

من جانبها، أوضحت فالنتين روغوابيزا، الممثلة الخاصة للأمين العام في جمهورية إفريقيا الوسطى ورئيسة بعثة "مينوسكا"، أن الوضع في المناطق المستهدفة لا يزال مقلقًا رغم جهود الحكومة، محذرة من أن الفشل في الاستجابة لهذه الجرائم قد يقوض المكاسب الأمنية ويزيد من حدة التوترات الاجتماعية.

أكد التقرير أن ضعف وجود القوات الحكومية في مناطق بمحافظتي مبومو وهوت-مبومو أدى إلى تفاقم نشاط هذه الجماعات في ظل مناخ من الإفلات من العقاب.

ودعت روغوابيزا وتورك سلطات جمهورية إفريقيا الوسطى إلى تكثيف التحقيقات وملاحقة الجناة وفقًا للمعايير الدولية، معربين عن استعداد الأمم المتحدة لدعم جهود تعزيز حقوق الإنسان ومكافحة الإفلات من العقاب في البلاد.

استهداف المسلمين

وكانت الهجمات قد وقعت في أكتوبر 2024، حيث استهدفت جماعات "فاغنر تي أزاندي" و"أزانيكبيغبي" بلدتي ديمبيا ورافاي في محافظة مبومو، وركزت على استهداف المسلمين، خاصة من أبناء قبيلة الفولاني، إضافة إلى مخيم للاجئين السودانيين.

وقتل المسلحون علنًا رجلًا من "الفولاني" يبلغ من العمر 36 عامًا في ديمبيا، ما أثار الذعر بين السكان، قبل أن يقيدوا سبعة رجال آخرين ويرموهم أحياء في نهر أوارا، كما تعرض 24 ضحية، بينهن 14 امرأة وسبع فتيات، للاغتصاب الجماعي، إلى جانب إجبار فتيات على العمل القسري، وإجبار امرأة على الزواج من أحد المهاجمين.

وفي هجوم آخر على معسكر للفولاني في بلدة مبوكي يوم 21 يناير 2025، قتلت الجماعة المسلحة 12 شخصًا على الأقل، فيما اعتقلت السلطات لاحقًا 14 عنصرًا من المجموعة في مبوكي والعاصمة بانغي.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية