10 قتلى جراء فيضانات مدمرة في «باهيا بلانكا» بالأرجنتين

لقي 10 أشخاص على الأقل مصرعهم نتيجة أمطار غزيرة اجتاحت مدينة باهيا بلانكا الأرجنتينية منذ فجر الجمعة، وفق حصيلة أولية أعلنتها السلطات المحلية.

وسجّلت محطات الأرصاد هطول أكثر من 300 ملليمتر من الأمطار خلال ست ساعات فقط، ما أدى إلى غرق الشوارع الرئيسية، وتعطيل الحياة العامة، وإجبار أكثر من ألف شخص على إخلاء منازلهم في المدينة الساحلية، التي تبعد 600 كيلومتر جنوب بوينس آيرس، ويقطنها نحو 350 ألف نسمة، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.

وأكدت بلدية باهيا بلانكا أن حجم الكارثة المناخية قد يؤدي إلى ارتفاع عدد القتلى، حيث ما زالت فرق الإنقاذ تواجه صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق المغمورة بالمياه.

وأوضحت السلطات المحلية، في بيان رسمي، أن جزءًا كبيرًا من المدينة ظل تحت المياه بعد سبع ساعات متواصلة من الأمطار الغزيرة، التي بدأت بالانحسار بحلول منتصف نهار الجمعة.

انقطاع الكهرباء وإغلاق الطرق

أكد رئيس بلدية باهيا بلانكا، فيديريكو سوسبييليس، أن الأمطار توقفت ظهر الجمعة، إلا أن الفيضانات غمرت عدة طرق، ما جعل التنقل بين أجزاء المدينة أمرًا في غاية الصعوبة.

وأعلن المسؤولون عن قطع الكهرباء في المدينة بالكامل لدواعٍ أمنية، في محاولة لمنع وقوع حوادث كهربائية وسط المياه المتجمعة في الأحياء السكنية والمرافق العامة.

وأظهرت لقطات تلفزيونية مشاهد درامية لفرق طبية وعسكرية وهي تجلي الأطفال الرضع من وحدة حديثي الولادة في مستشفى خوسيه بينا، أكبر مستشفيات المدينة، بعد أن بدأ المستشفى عمليات إخلاء واسعة بسبب تسرب المياه إلى بعض أقسامه.

وبذل الأطباء والممرضون جهودًا مضنية لضمان نقل المرضى الأكثر ضعفًا إلى أماكن آمنة، في حين استخدمت فرق الإنقاذ المراكب الصغيرة والمعدات العسكرية للوصول إلى العالقين.

إغلاق المطار

أغلقت بلدية باهيا بلانكا جميع الأنشطة العامة والخاصة يوم الجمعة، ودعت السكان إلى البقاء في منازلهم حتى إشعار آخر، في حين سمحت فقط للمركبات الثقيلة بالتحرك في الشوارع للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإجلاء.

وأعلنت السلطات عن إغلاق مطار باهيا بلانكا بالكامل بسبب الأحوال الجوية السيئة، ما أدى إلى إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى المدينة حتى إشعار آخر.

واضطر العديد من سكان باهيا بلانكا إلى اللجوء إلى أسطح منازلهم بعدما ارتفع منسوب المياه بسرعة، قالت فلافيت فييرا روميرو، إحدى سكان المدينة، خلال مقابلة مع قناة إل إن+، إنها اضطرت للصعود إلى شاحنة مع أطفالها بعدما اجتاحت المياه منزلها، في حين وضعت كلابها على السطح لحمايتها من الغرق.

وأكدت أن منسوب المياه ما يزال مرتفعًا، ويصل إلى نحو متر، ما أجبرها وعائلتها على الانتظار داخل الشاحنة حتى ينخفض مستوى المياه ويتمكنوا من البحث عن مكان أكثر أمانًا.

كوارث مناخية سابقة 

تعرضت المدينة في أوقات سابقة لظروف مناخية قاسية، ففي أواخر عام 2023، تسببت عاصفة عنيفة مصحوبة برياح سرعتها 150 كيلومترًا في الساعة بأضرار جسيمة، بما في ذلك انهيار سقف أحد النوادي الرياضية، ما أدى إلى مصرع 13 شخصًا.

وأكدت السلطات المحلية أن الفيضانات الأخيرة قد تكون الأسوأ في تاريخ المدينة، وسط توقعات بأن تستغرق عمليات الإغاثة عدة أيام حتى يعود الوضع إلى طبيعته.