إصابة خطيرة لصحفي أرجنتيني خلال احتجاجات في بوينوس آيرس

خرج المصور الصحفي الأرجنتيني بابلو غريللو، الخميس، من عملية جراحية طارئة في الرأس، قال والده إنها "أنقذت حياته"، بعد إصابته بمقذوف أثناء تغطيته احتجاجات المتقاعدين التي تحولت إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة في بوينوس آيرس.

شهدت الاحتجاجات، التي تعد من بين الأعنف خلال الأشهر الـ15 من رئاسة الرئيس خافيير ميلي، مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين الذين احتشدوا في ساحة البرلمان وأمام مقر الحكومة.

وأطلق المحتجون الحجارة والمقذوفات باتجاه قوات الأمن، التي ردّت باستخدام الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم.

وأسفرت الاشتباكات عن إصابة 45 شخصًا، بينهم 20 شرطيًا و25 مدنيًا، وفق ما أعلنه مجلس مدينة بوينوس آيرس.

إصابة المصور أثناء تغطيته للأحداث

كان المصور المستقل بابلو غريللو، البالغ من العمر 35 عامًا، يوثق الاحتجاجات حين أصيب بمقذوف في رأسه، وفقًا لمقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

ونُقل إلى أحد مستشفيات العاصمة، حيث خضع لجراحة عاجلة أنقذت حياته، وفق ما صرح به والده فابيان غريللو لقناة "C5N" الأرجنتينية.

وألقى أفراد عائلته باللوم على الشرطة، محملينها مسؤولية إصابته.

أزمة معيشية متفاقمة

منذ سنوات، ينظم المتقاعدون مظاهرات كل يوم أربعاء في بوينوس آيرس احتجاجًا على تدهور قدرتهم الشرائية، والتي شهدت انخفاضًا حادًا خلال الأشهر الأولى من حكم الرئيس ميلي، الذي يتبنى سياسات اقتصادية ليبرالية متشددة.

وانضم هذه المرة، إلى الاحتجاجات مشجعو أندية كرة القدم، إلى جانب نقابات ومنظمات يسارية، للتنديد بالقمع الأمني الذي تعرض له المتظاهرون في الأسابيع الماضية.

وفي مؤتمر صحفي، برر رئيس بلدية بوينوس آيرس خورخي ماكري عنف الشرطة، معتبرًا أن الاحتجاجات تحولت إلى "أعمال تخريب منظمة"، وقدّر الأضرار الناجمة عنها بـ260 مليون بيزو (225,000 يورو).

زعزعة استقرار الحكومة

ومن جهتها، وصفت وزيرة الأمن باتريسيا بولريتش المحتجين بأنهم "عناصر تخريبية تهدف إلى زعزعة استقرار الحكومة".

وفي المقابل، خرج العشرات من المصورين الصحفيين في مظاهرة أمام البرلمان الأرجنتيني، ولوحوا بكاميراتهم تعبيرًا عن رفضهم للعنف ضد الصحفيين، مطالبين باستقالة بولريتش.

ويعكس الاعتداء على المصور الصحفي بابلو غريللو تزايد العنف ضد الإعلاميين في ظل الأزمة السياسية والاقتصادية التي تعصف بالأرجنتين.