ضمن الحراك النسائي.. إيرانيات يواجهن القيود المجتمعية بالأزياء والموضة
ضمن الحراك النسائي.. إيرانيات يواجهن القيود المجتمعية بالأزياء والموضة
شهدت شوارع إيران في الآونة الأخيرة تحولًا ملحوظًا في أسلوب لباس النساء، خاصة بعد اندلاع حركة "المرأة، الحياة، الحرية".
وذكر موقع "إيران إنترناشيونال"، اليوم الاثنين، أن العديد من النساء تجرأت على كسر القيود المفروضة عليهن، فارتدين ملابس أكثر تحررًا، مثل السترات القصيرة والمعاطف الخفيفة، مع كشف الشعر أو ارتداء قبعات، متحديات بذلك المضايقات المستمرة من قبل دوريات "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" و"حرس الحجاب".
وتدفقت مقاطع الفيديو والصور عبر منصات التواصل الاجتماعي مثل "إكس" و"إنستغرام"، لتوثق مشاهد النساء وهنّ يمشين في الشوارع بلا حجاب، أو يرتدين ملابس تعكس هويتهن الشخصية، في تعبير واضح عن رفض الإلزام الحكومي.
وذكر الموقع أنه "رغم القمع المتواصل، استمرت الشابات، خاصة من جيل "زد"، في تبني أساليب موضة مستوحاة من الاتجاهات العالمية، ما يعكس وعيًا جديدًا بحقوقهن الفردية".
الموضة كرمز للنضال
لم يكن هذا التغيير وليد اللحظة، بل جاء نتيجة عوامل عدة، منها تطور الثقافة بين الأجيال الجديدة، وانتشار الإنترنت والتعليم باللغات الأجنبية، ما ساهم في توسيع الأفق تجاه الحريات الفردية والديمقراطية الغربية.
ولعبت حركة "المرأة، الحياة، الحرية" دورًا محوريًا في تسريع هذا التحول، حيث أصبحت الموضة وسيلة احتجاج ضد القوانين المفروضة على النساء.
وحافظ النظام الإيراني، الذي لطالما اعتبر جسد المرأة أداة لتطبيق أيديولوجيته الدينية، على موقفه المتشدد تجاه هذه التغييرات.
وكثفت السلطات من إجراءاتها القمعية عبر فرض عقوبات وغرامات، لكن صور النساء وهنّ يرفضن الحجاب الإلزامي باتت تظهر يوميًا من مختلف المدن الإيرانية، ما يعكس حجم التحدي الشعبي.
الأزياء في ظل التغيير
عكس تحول الموضة في إيران تأثيره على صناعة الأزياء، حيث ارتفعت الطلبات على الملابس العصرية التي لم تكن شائعة في السابق.
وأكدت مصممات أزياء مثل "بيتا" و"نادية آيدان" أن النساء بتن أكثر جرأة في اختيار ملابسهن، حتى بين الأجيال الأكبر سنًا، ما يدل على تحول اجتماعي أعمق.
وعبرت العديد من النساء عن شعورهن بالقوة والاستقلالية من خلال ملابسهن، معتبرات أن اختيار الزي لم يعد مجرد مسألة ذوق شخصي، بل أصبح بيانًا سياسيًا يرمز إلى نضالهن ضد التقاليد القسرية.
وفي عام 2024، باتت المرأة الإيرانية أكثر إصرارًا على التعبير عن ذاتها، مستخدمة الموضة كأداة لإعادة تأكيد هويتها وحقوقها.