«هيومن رايتس ووتش»: محاسبة مرتكبي انتهاكات الساحل السوري ضرورة عاجلة
«هيومن رايتس ووتش»: محاسبة مرتكبي انتهاكات الساحل السوري ضرورة عاجلة
دعت منظمة هيومن رايتس ووتش السلطات السورية إلى التحرك العاجل لمحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل العشوائي والإعدامات الميدانية التي شهدتها محافظتا اللاذقية وطرطوس، والتي أودت بحياة أكثر من 1400 شخص، معظمهم من الطائفة العلوية، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي بيان صادر عن المنظمة، اليوم الثلاثاء، قال آدم كوغل، نائب مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن "التقارير الواردة عن انتهاكات جسيمة ضد المدنيين في الساحل السوري صادمة"، مشددًا على ضرورة إجراءات حكومية واضحة وسريعة لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الخطِرة.
مطالب بالعدالة والمساءلة
أكدت هيومن رايتس ووتش أن العنف في الساحل السوري يبرز الحاجة الملحة لتحقيق العدالة، مشيرة إلى ضرورة محاسبة جميع الأطراف المتورطة في انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الجماعات المسلحة مثل هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
كما دعت المنظمة القيادة السورية الجديدة إلى التعاون مع الآليات الدولية، مثل لجنة التحقيق الأممية، لضمان وصول المراقبين المستقلين دون عوائق.
وشددت المنظمة على أن تحقيق السلام والاستقرار في سوريا لن يكون ممكنًا دون إصلاح كامل للقطاع الأمني، بما في ذلك تنفيذ تدقيق صارم لاستبعاد المتورطين في الانتهاكات.
وختم كوغل بالتأكيد على أن "العدالة لا تتحقق بانتقائية"، مشددًا على ضرورة محاسبة جميع المتورطين في جرائم الحرب والانتهاكات الحقوقية، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية أو العسكرية، لضمان مستقبل آمن ومستقر لسوريا.
أعمال العنف والإعدامات الميدانية
وفقًا للمرصد السوري، فإن الأحداث بدأت في 6 مارس الجاري عندما أقدمت قوات الأمن على توقيف مطلوب في إحدى القرى ذات الغالبية العلوية بريف اللاذقية، قبل أن تتطور الأوضاع إلى اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين علويين قيل إنهم موالون للرئيس السابق.
وأشار المرصد إلى عمليات إعدام ميدانية طالت مدنيين، ولا سيما من الطائفة العلوية، وسط تصاعد حدة المواجهات، ما دفع الرئاسة السورية إلى تشكيل لجنة تحقيق لكشف الملابسات ومحاسبة المتورطين.
ورغم الإعلان عن توقيف بعض المقاتلين الذين ظهروا في مقاطع مصورة وهم يطلقون النار على مدنيين عزّل، استمرت عمليات القتل العشوائي، حيث وثّق المرصد مقتل 120 مدنيًا إضافيًا يوم الاثنين وحده، معظمهم في طرطوس واللاذقية، فيما ناهز عدد الضحايا أكثر من 1000 قتيل.