منظمة الهجرة الأممية تواجه اضطرابات في التمويل بعد تجميد واشنطن للمساعدات
منظمة الهجرة الأممية تواجه اضطرابات في التمويل بعد تجميد واشنطن للمساعدات
تعيش المنظمة الدولية للهجرة أزمة غير مسبوقة إثر التخفيضات الكبيرة في التمويل الأمريكي للمساعدات، والتي انعكست على عملياتها وبرامجها الأساسية، وسط اتهامات لها بالتلون مع سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهضة للهجرة.
تخفيضات مالية
وأكد متحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة، في تصريحات اليوم الثلاثاء وفقا لوكالة "فرانس برس" أن هذه التخفيضات تؤثر بشكل مباشر على قدرة المنظمة على تقديم الدعم للفئات الأكثر ضعفًا، مما يزيد من المعاناة، ويفاقم أزمات الهجرة وانعدام الأمن.
أثارت سياسات المنظمة تساؤلات حول دورها في تسهيل سياسات الترحيل الأمريكية، خاصة عبر برنامجها للعودة الطوعية للمهاجرين في أمريكا اللاتينية، وفي هذا السياق أوضح المتحدث أن المنظمة "تقدم مساعدات إنسانية وخيارات عودة طوعية للأشخاص المرحلين من الولايات المتحدة إلى كوستاريكا وبنما". لكن هاتين الدولتين وافقتا على لعب دور الوسيط في إعادة المهاجرين بعد ضغوط أمريكية، ما أثار انتقادات حقوقية واسعة.
برامج اللاجئين
لم تقتصر التداعيات على برامج العودة الطوعية، بل امتدت إلى برنامج قبول اللاجئين في الولايات المتحدة، الذي كان قد شهد انتعاشًا في عهد جو بايدن قبل أن تقوم إدارة ترامب بتجميده مجددًا.
ووفق تقارير، فقدت المنظمة الأممية نحو 3000 موظف من أصل 5000 كانوا يعملون ضمن هذا البرنامج، مما أدى إلى صدمة واسعة داخل المنظمة.
وقالت موظفة سابقة، طلبت عدم الكشف عن اسمها، إن "حجم التسريحات كان مفاجئًا وصادمًا"، فيما أشار موظف آخر إلى غضب الموظفين بسبب القرارات المفاجئة.
ويواجه المقر الرئيسي للمنظمة في جنيف موجة جديدة من التخفيضات، حيث من المتوقع فقدان ثلث الوظائف البالغ عددها 550، وسط ضغوط كبيرة على المديرين لخفض التكاليف بنسب معينة.
وقال موظف سابق: "الناس مرعوبون من فقدان وظائفهم"، فيما أشارت مذكرة داخلية إلى أن الإدارة تواجه شكاوى من الموظفين والنقابات بسبب هذه الإجراءات الصارمة.
وفي خطوة أثارت جدلًا واسعًا، كشف تقرير لمنصة "ديفيكس" أن المنظمة أزالت محتوى متعلقًا بسياسات التنوع والمساواة والإدماج (DEI) من موقعها الإلكتروني، وهي سياسات تعترض عليها إدارة ترامب بشدة.
ورغم أن المنظمة لم تنفِ أو تؤكد هذه المزاعم، فإنها أوضحت أن الموقع الإلكتروني الجديد تم تحديثه ليتماشى مع التوجهات الحديثة والمبادئ الإنسانية للأمم المتحدة.
مواجهة اختبار صعب
وتشكل عودة ترامب إلى البيت الأبيض ضربة مزدوجة للمنظمة؛ إذ أثرت سياساته على تمويل المنظمة بشكل مباشر، وألقت بظلالها على مهامها الأساسية في دعم المهاجرين واللاجئين.
ومع استمرار الأزمة المالية وتزايد الضغوط الداخلية والخارجية، تواجه المنظمة الدولية للهجرة مرحلة مفصلية قد تحدد مستقبل دورها في دعم اللاجئين والمهاجرين.. وبينما تسعى للحفاظ على استقلاليتها وحيادها، تجد نفسها عالقة بين ضغوط سياسية ومالية تهدد استمراريتها.
وقد أدت هذه الأزمة المالية إلى خفض عدد موظفي المنظمة، الذي كان يبلغ 22 ألف شخص في نهاية عام 2024، إذ تم تسريح الآلاف منهم نتيجة القرارات الأمريكية الأخيرة.