«الصليب والهلال الأحمر»: مستشفيات غزة تواجه ضغطاً يفوق قدراتها
بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة
حذّر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اليوم الثلاثاء، من أن المنشآت الطبية في قطاع غزة تعاني ضغطًا غير مسبوق يفوق قدرتها التشغيلية، وذلك عقب الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت مناطق متفرقة من القطاع.
وأكد الناطق باسم الاتحاد، توماسو ديلا لونغا، في مؤتمر صحفي بجنيف، أن التقارير الواردة من الهلال الأحمر الفلسطيني تشير إلى أزمة صحية خطِرة، حيث تكافح المستشفيات والمرافق الطبية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين.
ارتفاع عدد الضحايا
أعلنت وزارة الصحة في غزة، التابعة لحركة حماس، أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 413 شخصًا على الأقل، نتيجة الغارات الإسرائيلية التي وصفتها بأنها الأعنف منذ بدء الهدنة.
وأكدت الوزارة، في بيان رسمي، أن مستشفيات القطاع استقبلت 413 جثمانًا حتى الآن، مشيرة إلى أن عددًا غير معروف من الضحايا ما يزال تحت الأنقاض، حيث تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث والانتشال وسط دمار واسع في المناطق المستهدفة.
تصعيد يفاقم الأزمة
شهد قطاع غزة، منذ فجر الثلاثاء، قصفًا مكثفًا من قبل الجيش الإسرائيلي، في تصعيد جديد أدى إلى كارثة إنسانية متفاقمة، حيث تعاني المستشفيات نقصًا حادًّا في الأدوية والمستلزمات الطبية، فضلًا عن انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل عمل الأجهزة الطبية الحيوية.
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات دولية متزايدة لوقف التصعيد وحماية المدنيين، في حين تواجه الطواقم الطبية والإنسانية تحديات غير مسبوقة في تقديم الرعاية الصحية للمصابين، في ظل الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية الصحية في القطاع.
أكثر من 200 غارة
وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن الجيش الإسرائيلي نفّذ أكثر من 200 غارة جوية، إضافة إلى قصف مدفعي عنيف، مستهدفًا "خيام النازحين، ومراكز الإيواء، والمنازل المدنية، فضلًا عن نقاط تابعة للشرطة والهيئات الحكومية".
وفي المقابل، أكد مسؤول إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، أن "الضربات استهدفت قادة عسكريين في حماس من رتب متوسطة، إضافة إلى منشآت عسكرية تابعة للحركة"، مشيرًا إلى أنّ العمليات "ستتواصل ما دام ذلك ضروريًّا".
وأفادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، بأن إسرائيل أطلعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على خطط الهجوم قبل تنفيذه، مؤكدةً أن واشنطن "تقف بحزم" إلى جانب إسرائيل في مواجهة "التهديدات الإرهابية".