الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة وسط تصعيد إسرائيل العسكري

الأمم المتحدة تحذر من كارثة إنسانية في غزة وسط تصعيد إسرائيل العسكري
مجلس الأمن الدولي

 

في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، حذر منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة توم فليتشر من أن "أسوأ المخاوف تحققت" خلال ساعات الليل في غزة، حيث استؤنفت الغارات الجوية في جميع أنحاء القطاع، وسط تقارير عن مقتل مئات المدنيين وأوامر إخلاء جديدة أصدرتها القوات الإسرائيلية.

وأضاف المسؤول الأممي في كلمته أمام مجلس الأمن، الثلاثاء، أن سكان غزة "يعيشون مجدداً في خوف شديد"، مشيراً إلى أن المكاسب المتواضعة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار "تتعرض للتدمير"، في وقت يواجه فيه العاملون في المجال الإنساني عراقيل تحول دون تقديم المساعدات وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

حصار ونقص حاد في الإمدادات

اتهم فليتشر السلطات الإسرائيلية بقطع دخول جميع الإمدادات الإنسانية عن 2.1 مليون شخص منذ مطلع مارس، مؤكداً أن "الطعام يفسد وصلاحية الأدوية على وشك الانتهاء"، في حين تتعرض الموارد الأساسية للترشيد القسري، وشدد على أن استمرار إغلاق المعابر سيؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

في كلمته أمام المجلس، أدان السفير الجزائري عمار بن جامع الهجمات الإسرائيلية على غزة، معتبراً أن القصف العشوائي يمثل انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وحمّل إسرائيل مسؤولية تجاهل القانون الدولي، مؤكداً أن "ما يجري هو تدهور منهجي للكرامة الإنسانية في غزة".

مسؤولية حماس 

في المقابل، حملت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا حركة حماس مسؤولية استئناف العمليات العسكرية، مؤكدة أن "حماس رفضت كل المقترحات لتمديد وقف إطلاق النار"، ودافعت عن حق إسرائيل في مواصلة ضرباتها العسكرية ضد ما وصفته بـ"البنية التحتية الإرهابية" للحركة.

من جانبه، طالب المندوب الفرنسي جيروم بونافو بوقف فوري للأعمال القتالية، محذراً من أن استمرار القصف الإسرائيلي يعرّض جهود الإفراج عن الرهائن للخطر، كما دعا إلى تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، مشيداً بخطة إعادة إعمار غزة التي طرحتها جامعة الدول العربية.

أما نائب المندوب الروسي دميتري بوليانسكي، فقد حذر من تدهور الأوضاع، مشيراً إلى مقتل أكثر من 400 شخص في غضون ساعات مع استئناف الغارات الإسرائيلية، واصفاً ما يجري بأنه "ابتزاز سياسي" عبر استخدام معاناة الفلسطينيين كأداة ضغط.

إبادة جماعية 

من جانبه، اتهم المراقب الدائم لفلسطين رياض منصور إسرائيل بتنفيذ "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين، مشيراً إلى أن السلطات الإسرائيلية لا تكتفي بالقصف، بل تستخدم منع المساعدات أداة للعقاب الجماعي، داعياً إلى تدخل دولي عاجل لإنهاء المعاناة.

في المقابل، شدد نائب المندوب الإسرائيلي جوناثان ميلر على التزام إسرائيل بإعادة جميع الرهائن وهزيمة حماس، متهماً الحركة بعرقلة جميع جهود التفاوض، ومؤكداً أن بلاده ستواصل العمليات العسكرية حتى تحقيق هذه الأهداف.

واستأنفت إسرائيل قبل فجر الثلاثاء عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.

أسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 48 ألف شخص، وإصابة أكثر من 111 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية