مجلس الأمن يدين احتجاز «الدعم السريع» حفظة سلام أمميين واختطاف موظفين مدنيين
مجلس الأمن يدين احتجاز «الدعم السريع» حفظة سلام أمميين واختطاف موظفين مدنيين
أدان أعضاء مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، قيام قوات الدعم السريع باحتجاز أكثر من 60 من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، واختطاف ثمانية موظفين مدنيين، إضافة إلى نهب قافلة لوجستية تتكون من ثماني مركبات و280 ألف لتر من الوقود، تعود إلى قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا).
ووقعت الحادثة في 28 فبراير، عقب تسليم وقود روتيني إلى مقر آلية المراقبة والتحقق المشتركة للحدود في مدينة كادوقلي السودانية، وفق ما أوضحه أعضاء المجلس في بيان صحفي بحسب موقع أخبار الأمم المتحدة.
جرائم حرب ودعوات للمحاسبة
أعرب أعضاء مجلس الأمن عن قلقهم البالغ إزاء التهديدات التي تطول أمن وسلامة قوات حفظ السلام والموظفين المدنيين التابعين لليونيسفا، مشددين على أن الهجمات ضد قوات الأمم المتحدة قد ترقى إلى جرائم حرب، وهو ما يستوجب محاسبة المسؤولين عنها.
كما شدد البيان على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي الإنساني، داعياً إلى إعادة الشاحنات والوقود المنهوب فوراً، والسماح لليونيسفا بأداء مهامها دون تدخل.
إشادة بجهود إعادة المحتجزين
أشاد مجلس الأمن بجهود القائم بأعمال رئيس بعثة يونيسفا، الذي تمكن من ضمان عودة جميع المحتجزين إلى بر الأمان، كما جدد الأعضاء دعمهم الكامل للبعثة، مثمنين جهود الدول المسهمة بقوات وأفراد شرطة في عمليات حفظ السلام بالسودان.
نزاع مسلح منذ أبريل 2023
يدخل السودان عامه الثاني من النزاع المسلح بين الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد أودى القتال بحياة عشرات الآلاف، فيما يبقى العدد الحقيقي للضحايا مجهولاً بسبب غياب إحصاءات رسمية دقيقة.
أدت الحرب إلى دمار واسع في العاصمة الخرطوم، وتصاعد أعمال العنف العرقي، وتشريد أكثر من 14 مليون شخص، بينهم أكثر من مليون لاجئ فروا إلى الدول المجاورة، خاصة مصر وتشاد، وفق تقارير المنظمة الدولية للهجرة.
ورغم الجهود الدبلوماسية التي قادتها الولايات المتحدة والسعودية، إلى جانب مبادرات الاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيغاد"، إلا أن جميع الهدنات المعلنة انهارت سريعاً، مع استمرار المعارك وغياب أي التزام بوقف إطلاق النار لإفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية.
تؤكد المنظمات الدولية أن الوضع الإنساني في السودان ينذر بكارثة، خصوصاً مع شح الغذاء والدواء وانهيار البنية التحتية الأساسية. وفي ظل استمرار القتال، يواجه المدنيون مصيراً مجهولاً، في حين تتزايد الدعوات الدولية لإيجاد حل سياسي ينهي الأزمة قبل تفاقمها أكثر.