اليوم الدولي للمياه 2025.. سباق عالمي لإنقاذ الأنهار الجليدية قبل فوات الأوان

يُحتفل به 22 مارس من كل عام

اليوم الدولي للمياه 2025.. سباق عالمي لإنقاذ الأنهار الجليدية قبل فوات الأوان
اليوم الدولي للمياه

يحتفي العالم في 22 مارس من كل عام بـ اليوم الدولي للمياه، وهو مناسبة دولية تهدف إلى التوعية بأهمية المياه العذبة وتعزيز الإدارة المستدامة لمواردها، يُنظم هذا اليوم تحت رعاية الأمم المتحدة، ويُعدّ جزءًا من الجهود المستمرة لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة: ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.

ويحتفل العالم في 22 مارس 2025 باليوم الدولي للمياه تحت شعار "الحفاظ على الأنهار الجليدية"، تأكيدًا على الدور المحوري لهذه الموارد المتجمدة في ضمان الأمن المائي العالمي، وقد ركّزت الأمم المتحدة هذا العام على تعزيز الجهود الدولية لحماية الأنهار الجليدية التي تذوب بوتيرة غير مسبوقة، ما يهدد حياة مليارات البشر والنظم البيئية في مختلف أنحاء العالم. 

كشف تقرير الأمم المتحدة أن الأنهار الجليدية فقدت أكثر من 600 جيجا طن من المياه خلال عام 2023، وهي أكبر خسارة مسجلة منذ نصف قرن، أسهمت هذه الظاهرة في ارتفاع مستوى سطح البحر بنحو 20 سم مقارنة بعام 1900، ما زاد من الأخطار التي تواجه المناطق الساحلية والجزرية.

نشأة اليوم الدولي للمياه

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 22 مارس من كل عام ليكون اليوم الدولي للمياه، وذلك بموجب قرارها رقم 47/193 الصادر في 22 ديسمبر 1992، بهدف تسليط الضوء على أهمية المياه العذبة وتعزيز الإدارة المستدامة لمواردها.

وجاء هذا القرار ضمن جهود الأمم المتحدة لمواجهة الأزمات المائية المتفاقمة، ودعوة الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني للعمل على تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة، والمتمثل في ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع بحلول عام 2030.

وجاء الاحتفال الأول بهذا اليوم في 22 مارس 1993، ومنذ ذلك الحين أصبح فرصة سنوية لتعزيز الوعي العالمي بقضايا المياه، وتحفيز العمل المشترك لمواجهة التحديات المائية، من ذلك تغير المناخ، ونقص الموارد، وتلوث المياه، وندرة الوصول إلى مصادر آمنة للشرب.

وخلال العقود الماضية، ركزت الاحتفالات بهذا اليوم على موضوعات مختلفة مثل ندرة المياه، والتغير المناخي، والتعاون المائي، والمياه كحق من حقوق الإنسان، ما يعكس الأهمية المتزايدة لهذه القضية في ظل التحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية العالمية.

تهديد الأمن المائي والغذائي والطاقة

أكدت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، في كلمتها بمناسبة اليوم الدولي للمياه 2025، أهمية الأنهار الجليدية بوصفها "أبراج المياه الطبيعية"، حيث تخزن ما يقارب ثلثي المياه العذبة على الأرض. 

وأشارت إلى أن ذوبان الأنهار الجليدية يشكل تهديدًا عالميًا، إذ فقدت جبال الأنديز بين 30% و50% من أنهارها الجليدية، ومن المتوقع أن تفقد جبال كينيا وكليمنجارو وروينزوري 97% من قلنسوتها الجليدية بحلول نهاية القرن، كما أن سلسلة جبال هندو كوش وكاراكورام والهيمالايا، المعروفة باسم "القطب الثالث"، قد تخسر نصف حجم أنهارها الجليدية بحلول عام 2100.

وأوضحت أن هذه التغيرات السريعة تؤدي إلى تهديد الأمن المائي والغذائي والطاقة عالميًا، خاصة في الدول الجزرية الصغيرة التي تواجه تهديدًا وجوديًا بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر.

وأكدت أزولاي أن عام 2025 يشهد أول احتفال باليوم الدولي للأنهار الجليدية، إلى جانب اليوم الدولي للمياه، بهدف تحفيز العمل العالمي لحماية الأنهار الجليدية وضمان استدامتها للأجيال القادمة.

وأعلنت أن اليونسكو، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة المعنية بالمياه، ستصدر تقرير الأمم المتحدة العالمي عن تنمية الموارد المائية تحت عنوان "الجبال والأنهار الجليدية - أبراج مياه"، يسلط التقرير الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة ذوبان الجليد عبر نهج متعدد الأطراف.

وأشارت المديرة العامة إلى أن اليونسكو تعمل منذ عقود على دعم البحث العلمي والتعاون الدولي في هذا المجال، حيث بادرت في عام 1970 باقتراح أول جرد عالمي للكتل الجليدية، وأسهمت في رصد منظومة الأنهار الجليدية العالمية على مدار 60 عامًا من خلال برنامجها الهيدرولوجي الحكومي الدولي. 

واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن اليونسكو ستواصل جهودها لعقد كامل (2025-2034) لتعزيز علوم الغلاف الجليدي، مشددة على ضرورة اتخاذ إجراءات جماعية عاجلة لحماية هذه الموارد الحيوية من أجل مستقبل البشرية.

مخازن المياه العذبة 

احتوت الأنهار الجليدية 70% من المياه العذبة على كوكب الأرض، ما جعلها ضرورية لتلبية احتياجات أكثر من 2 مليار شخص يعتمدون على المياه الذائبة للشرب والزراعة وإنتاج الطاقة، أسهمت هذه الموارد المتجمدة في تنظيم المناخ العالمي عبر عكس أشعة الشمس وتقليل الاحتباس الحراري.

الكوارث المرتبطة بانحسار الجليد 

أدت التغيرات في تدفقات المياه الناتجة عن ذوبان الجليد إلى فيضانات مدمرة، وجفاف شديد، وانهيارات أرضية أثرت على المجتمعات الجبلية والساحلية، تسببت هذه الظواهر في تهجير السكان وزيادة انعدام الأمن الغذائي، ما دفع الأمم المتحدة إلى إدراجها ضمن الأزمات البيئية الأكثر خطورة في القرن الحادي والعشرين.

استراتيجيات الحفاظ على الأنهار الجليدية

1- تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري 

أكدت الأمم المتحدة ضرورة خفض الانبعاثات الكربونية العالمية، حيث أظهرت الدراسات أن الحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية قد يمنع اختفاء ثلثي الأنهار الجليدية في مواقع التراث العالمي.

2- تحسين إدارة الموارد المائية 

دعت منظمة اليونيسف إلى تطوير استراتيجيات مستدامة لإدارة المياه الناتجة عن ذوبان الجليد، مشددة على أهمية إدماج الحلول المبتكرة في التخطيط المائي العالمي، مثل استخدام تقنيات تحلية المياه وتقليل الهدر. 

3-  تعزيز التعاون الدولي 

أطلقت الأمم المتحدة اليوم الدولي للأنهار الجليدية لأول مرة في 21 مارس 2025، لتعزيز الوعي العالمي بأهمية حماية هذه الموارد، شددت مديرة اليونيسف على أن إنقاذ الأنهار الجليدية ليس مجرد قضية بيئية، بل هو التزام أخلاقي لحماية مستقبل الأجيال القادمة.

التحديات الرئيسية أمام حماية الأنهار الجليدية 

- التباطؤ في تنفيذ اتفاقيات المناخ العالمية، ما يعوق الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات الحرارية.

- نقص التمويل المخصص لمشاريع الحفاظ على الأنهار الجليدية، ما يؤثر في قدرة الدول النامية على مواجهة الأزمة.

- تزايد الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ، والتي تعوق جهود حماية الموارد المائية المتجمدة.

 التزام عالمي بمستقبل آمن للمياه 

دعت الأمم المتحدة جميع الدول إلى تكثيف جهودها في حماية الأنهار الجليدية باعتبارها أولوية قصوى لمواجهة أزمة المناخ والمياه العالمية، ولم يعد إنقاذ الأنهار الجليدية خيارًا، بل ضرورة ملحة لحماية البشرية وضمان الأمن المائي للأجيال القادمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية