تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والضفة

تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والضفة
أطفال بين الأنقاض في غزة

حذر مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، سام روز، من تفاقم الأوضاع في قطاع غزة، مع استمرار القصف الإسرائيلي لليلة الرابعة على التوالي دون بوادر لوقف إطلاق النار، منوهًا إلى خطورة تزايد أعداد الضحايا المدنيين، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق.

كشف روز، خلال مؤتمر صحفي في جنيف الجمعة، أن وزارة الصحة الفلسطينية سجلت مقتل 600 شخص، بينهم نحو 200 امرأة وطفل، خلال الأيام الأخيرة، كما أكد أن المساعدات الإنسانية لم تدخل غزة منذ بداية مارس، في أطول فترة انقطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، ما يفاقم معاناة المدنيين العالقين تحت الحصار وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

حذر المسؤول الأممي من أن مليون فلسطيني سيُحرمون من المساعدات الغذائية هذا الشهر، بعدما تقلصت عمليات التوزيع إلى النصف، وأشار إلى أن ستة من أصل 25 مخبزًا تدعمها الأمم المتحدة توقفت عن العمل، ما يهدد السكان بمجاعة وشيكة، خاصة في ظل استمرار القيود على دخول الإمدادات.

الأطفال في قلب المعاناة

وصف المتحدث باسم منظمة اليونيسف، جيمس إلدر، الوضع في غزة بأنه "كابوس مطلق" للأطفال، مؤكدًا أن جميعهم بحاجة إلى دعم نفسي عاجل نتيجة الصدمات التي يتعرضون لها يوميًا، وأوضح أن الاختصاصيين النفسيين يؤكدون أن تعرض الأطفال للعنف المتكرر يخلق آثارًا نفسية مدمرة طويلة الأمد.

بدوره، أفاد توماسو ديلا لونغا، المتحدث باسم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، بأن الكوادر الطبية في غزة تعمل تحت ضغط هائل، في ظل نقص حاد في الإمدادات الأساسية، كما أشار إلى اكتظاظ المستشفيات بالمصابين، في وقت تقترب فيه المخزونات الطبية من النفاد.

إغلاق المعابر وتفاقم الأزمة الإنسانية

وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن إسرائيل أغلقت جميع المعابر التجارية منذ 20 يومًا، وهو أطول إغلاق منذ بدء الحرب. وحذر المكتب من أن هذا الحصار يفاقم الكارثة الإنسانية، إذ تتضاءل الإمدادات المتاحة يومًا بعد يوم، في حين تتواصل الغارات الإسرائيلية على مختلف مناطق القطاع.

استهداف المدنيين والبنية التحتية

أعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن قلقه العميق إزاء استمرار الهجمات الإسرائيلية التي تطول المنازل والمدارس والملاجئ، وأوضح أن الجيش الإسرائيلي يستخدم أسلحة ذات تأثير واسع النطاق في مناطق مكتظة بالسكان، ما أدى إلى مقتل مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وهو ما قد يشكل انتهاكًا خطِرًا للقانون الدولي الإنساني.

مع استمرار التصعيد العسكري، اضطر أكثر من 120 ألف فلسطيني إلى النزوح مجددًا هذا الأسبوع، وفق تقديرات الأمم المتحدة. كما أصدرت القوات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة لمناطق شمال غزة، ما يزيد من تفاقم معاناة السكان الذين فقدوا منازلهم ويواجهون أوضاعًا مأساوية.

طالبت الأمم المتحدة المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حاسمة لوقف العمليات العسكرية في غزة وضمان حماية المدنيين، كما شددت على أن استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية يشكل عقابًا جماعيًا للسكان، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي.

تصعيد ميداني في الضفة الغربية

حذر المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية لا يمكن أن تصبح "الوضع الطبيعي الجديد"، وأوضح أن الهجمات المستمرة تسببت في نزوح عشرات الآلاف، وسط تدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، ما يفاقم الأزمة الإنسانية في ظل غياب أي أفق للحل.

كشف تقرير حديث لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عن تسجيل 850 حاجزًا إسرائيليًا في مختلف أنحاء الضفة الغربية، وهو أعلى رقم موثق منذ عقدين، كما أشار التقرير إلى أن المساعدات الإنسانية تواجه صعوبات بالغة في الوصول إلى المحتاجين، في ظل استمرار القيود المشددة على حركة الفلسطينيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية