مسؤول أممي: استئناف الأعمال العدائية في غزة يفاقم معاناة المدنيين والرهائن
مسؤول أممي: استئناف الأعمال العدائية في غزة يفاقم معاناة المدنيين والرهائن
جدد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، خالد خياري، الدعوة إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المحتجزين لدى حماس وفصائل فلسطينية مسلحة أخرى في غزة، محذرًا من التداعيات الإنسانية لاستمرار احتجازهم واستئناف الأعمال القتالية.
اجتماع أممي وإفادات صادمة
جاءت تصريحات خياري خلال جلسة لمجلس الأمن، الخميس، عُقدت بطلب من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا، حيث قدّم إحاطة حول الوضع الإنساني للرهائن المتبقين في غزة، كما استمع المجلس إلى شهادة إيلي شرابي، أحد المفرج عنهم، الذي قضى 491 يومًا في الأسر وفقد زوجته وطفلتيه وشقيقه، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وشدد خياري على ضرورة السماح للرهائن بتلقي الزيارات والدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والتعامل معهم بكرامة وفق المبادئ الإنسانية.
شهادات مروعة وانتهاكات جسيمة
أكد المسؤول الأممي أن ما لا يقل عن 59 رهينة، بين أحياء وأموات، لا يزالون محتجزين، مشيرًا إلى أن شهادات الناجين توثق "روايات مروعة" عن التعذيب الجسدي والنفسي، والعنف الجنسي، والحرمان، ما يعكس الظروف القاسية التي يعاني منها المحتجزون.
وجددت الأمم المتحدة إدانتها القاطعة للأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر، واستمرار احتجاز الرهائن في غزة، مؤكدة أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.
تداعيات استئناف الأعمال القتالية
أوضح خياري أن وقف إطلاق النار الذي بدأ في 19 يناير منح بعض الأمل بعد الإفراج عن 25 رهينة وإعادة رفات ثمانية آخرين، لكنه أشار إلى أن استئناف القتال في 18 مارس زاد من معاناة الرهائن وعائلاتهم، إلى جانب تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة بسبب الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وأشار إلى مقتل مئات الفلسطينيين، بمن فيهم نساء وأطفال، إضافة إلى سقوط ضحايا في صفوف موظفي الأمم المتحدة، حيث أكدت الأونروا مقتل خمسة من موظفيها خلال الأيام الأخيرة.
دعوة لوقف التصعيد وحماية المدنيين
شدد خياري على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني وحماية جميع المدنيين، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة، داعيًا إلى استئناف المفاوضات الجادة لوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، إضافة إلى الإفراج الفوري عن الرهائن المتبقين.
واختتم تصريحه بالتأكيد أن تحقيق السلام الدائم يتطلب حلًا سياسيًا، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبًا إلى جنب في سلام وأمن، وفقًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، مع القدس عاصمة لكلا الدولتين.
واستأنفت إسرائيل قبل فجر الثلاثاء الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة منهيةً بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية قطرية أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.
أسفرت الحرب عن استشهاد أكثر من 48 ألف شخص وإصابة أكثر من 111 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة وسط أزمة واحتياجات إنسانية هائلة.