«خطأ أمني».. إدارة ترامب تُطلع صحفياً على خطة عسكرية سرية

«خطأ أمني».. إدارة ترامب تُطلع صحفياً على خطة عسكرية سرية
القصف الأمريكي على اليمن

وجد صحفي أمريكي نفسه، نتيجة خطأ أمني جسيم، ضمن مجموعة مراسلة عبر تطبيق "سيغنال" ضمت كبار المسؤولين في إدارة الرئيس دونالد ترامب، حيث اطّلع على خطة سرية لشنّ ضربات جوية ضد الحوثيين في اليمن.

ووفقاً لوكالة "فرانس برس"، أكد البيت الأبيض صحة هذه المعلومات التي نشرها الصحفي جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، الأمر الذي أحدث ضجة كبيرة في واشنطن.

ترامب ينفي معرفته بالأمر

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رداً على الفضيحة: "لا أعرف شيئًا عن هذا الأمر.. أسمع به للمرة الأولى"، في محاولة لنفي مسؤوليته عن التسريب.

كشف غولدبرغ في مقاله أن مجلس الأمن القومي أضافه بالخطأ إلى مجموعة مراسلة عبر "سيغنال"، حيث تبادل كبار المسؤولين العسكريين معلومات حساسة حول توقيت وأهداف الهجوم.

وأكد الصحفي أنه قرأ رسائل من وزير الدفاع بيت هيغسيث، ومستشار الأمن القومي مايك والتز، ونائب الرئيس جاي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، جميعهم يناقشون تفاصيل العملية العسكرية.

الأهداف والأسلحة والتوقيت 

كتب هيغسيث في المجموعة أن الضربات ستبدأ خلال ساعتين، وأن الصواريخ المستخدمة ستكون أمريكية الصنع.

أكد غولدبرغ أنه بعد ساعتين فقط بدأت الانفجارات في اليمن كما تم تحديدها في الرسائل، ما أثبت صحة المعلومات التي اطلع عليها.

ردود الفعل في البيت الأبيض 

قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي براين هيوز: "يبدو أن رقم الصحفي أُضيف بالخطأ، ونحن نحقق في الأمر"، في حين شددت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت على أن "الرئيس ترامب ما زال يثق في فريقه للأمن القومي".

هاجم الديمقراطيون الإدارة الجمهورية بسبب التسريب الأمني، وعدوه واحداً من أكثر الحوادث الاستخباراتية خطورة في تاريخ الولايات المتحدة.

وقال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر: "إنه أكبر فشل استخباراتي يمكن تخيله"، داعياً إلى تحقيق فوري وشامل.

وأظهرت المراسلات المسربة خلافات داخل إدارة ترامب بشأن الهجمات على الحوثيين، حيث عد نائب الرئيس جاي دي فانس التدخل العسكري في اليمن "خطأً استراتيجياً"، في حين أصرّ مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الدفاع بيت هيغسيث على ضرورة توجيه الضربة.

سخرية هيلاري كلينتون

علّقت هيلاري كلينتون على الفضيحة بلهجة ساخرة قائلة: "قولوا لي إن هذه مزحة!"، في إشارة إلى الجدل الذي أثير حول استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً في أثناء توليها وزارة الخارجية.

تأتي هذه التطورات في وقت تصاعدت فيه التوترات في البحر الأحمر مع استئناف الحوثيين هجماتهم ضد السفن، بعد انتهاء الهدنة التي استمرت شهرين بين إسرائيل وحماس.

أزمة تهز إدارة ترامب 

يعد هذا التسريب واحداً من أسوأ الإخفاقات الأمنية التي تواجهها إدارة ترامب، وقد يؤدي إلى تحقيقات موسعة وإجراءات قانونية ضد المتورطين، وسط تساؤلات حول مدى قدرة هذه الإدارة على ضمان أمن المعلومات الحساسة في المستقبل.

وأكدت تقارير يمنية أن الضربات الجوية التي تم التخطيط لها خلال هذه المحادثات أسفرت عن مقتل 50 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين، وفقاً لبيان الحوثيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية