غوتيريش: ميثاق المستقبل رؤية أممية لعالم أكثر عدلاً واستدامة

غوتيريش: ميثاق المستقبل رؤية أممية لعالم أكثر عدلاً واستدامة
أطفال يحملون لافتات أهداف التنمية المستدامة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن "ميثاق المستقبل" يمثل جزءًا أساسيًا من عملية التجديد المستمرة، مشيرًا إلى أنه يهدف إلى إعادة تشكيل النظام متعدد الأطراف لمواكبة تحديات العصر.

خلال مشاركته في الحوار التفاعلي غير الرسمي أمس الأربعاء حول تنفيذ الميثاق، شدد غوتيريش على ضرورة الحفاظ على الروح والتصميم اللذين رافقا صياغته واعتماده، مشيرًا إلى أن تبني الميثاق لم يكن نهاية المسار، بل مجرد بدايته، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

وقال غوتيريش: "نواجه قائمة طويلة من التحديات، تشمل الصراعات، والكوارث المناخية، والتعثر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن الانقسامات الجيوسياسية وانعدام الثقة تعوق العمل الفعّال، فيما يُشكك البعض في جدوى التعاون الدولي ذاته"، وأوضح أن التمويل الأساسي للمحتاجين يشهد تراجعًا حادًا، مع توقعات بمزيد من التخفيضات.

مراجعة عمليات السلام

أكد الأمين العام أن الأمم المتحدة لم تهدر الوقت في بدء تنفيذ الميثاق، موضحًا أن العمل سيركز على أربعة مجالات رئيسية، أولها السلام والأمن. 

وقال: "نحرز تقدمًا في مراجعة جميع أشكال عمليات السلام، كما هو مطلوب في الميثاق، بهدف تكييفها مع الواقع الجديد".

أما المجال الثاني فيتعلق بـالتمويل من أجل التنمية، حيث كشف غوتيريش أن الأمم المتحدة تستعد للإعلان عن فريق خبراء مكلف بوضع مقاييس جديدة لقياس التقدم تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي التقليدي.

وشدد على أهمية تمثيل البلدان النامية بشكل عادل في الحوكمة المالية العالمية، مضيفًا: "ندرك أن البيئة المالية الحالية صعبة، لكن لا يجب أن نستسلم".

تمكين الشباب واستثمار المستقبل

وفي ما يخص الشباب والأجيال القادمة، أشار غوتيريش إلى أن الميثاق يتضمن التزامًا واضحًا بالاستماع إلى أصوات الشباب وإشراكهم في عملية صنع القرار.

وأوضح أن الأمم المتحدة تعمل على إنشاء منصة استثمار للشباب لضمان تركيز آليات التمويل الوطنية على احتياجاتهم، كما أعلن أنه سيعين مبعوثًا خاصًا للأجيال القادمة في وقت لاحق من هذا العام لتعزيز هذه الجهود.

أما المجال الرابع فهو التكنولوجيا، حيث أكد غوتيريش أن الأمم المتحدة تعمل على تنفيذ بنود الميثاق الرقمي العالمي، لضمان سد الفجوات الرقمية وتمكين الجميع من الاستفادة من فضاء رقمي آمن، كما شدد على ضرورة التركيز على الذكاء الاصطناعي لضمان استخدامه في خدمة الإنسانية.

التزام أممي بتنفيذ الميثاق

ويُعد هذا الحوار الأول ضمن ثلاثة حوارات تفاعلية غير رسمية تنظمها الجمعية العامة لمتابعة تنفيذ الميثاق.

من جانبه، أكد رئيس الجمعية العامة، فيليمون يانغ، أن "ميثاق المستقبل يمثل التزامًا مشتركًا بعالم أكثر عدلاً واستدامة وأمنًا، لكنه لن يكون ذا معنى ما لم يُترجم إلى خطوات عملية".

وشدد يانغ على أن تنفيذ الميثاق سيسهم في إعادة مسار تحقيق أهداف التنمية المستدامة، داعيًا إلى مراعاة الاحتياجات الخاصة لأقل البلدان نموًا والدول الجزرية الصغيرة لضمان تحقيق التنمية بشكل عادل.

سياسات جريئة لمستقبل أفضل

أكد رئيس الجمعية العامة أن الدول النامية تواجه تحديات مالية حادة، حيث تعاني من ديون متزايدة تحول دون الاستثمار في قطاعات حيوية مثل التعليم والرعاية الصحية.

كما أشار إلى ضرورة إصلاح سياسات التجارة الدولية لمنح هذه الدول مزيدًا من المرونة، مشددًا على أهمية تعزيز التعاون الدولي من خلال المساعدة الفنية وبناء القدرات.

وفي ختام كلمته، أكد يانغ أن تنفيذ ميثاق المستقبل يتطلب استثمارات جريئة في التعليم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى سياسات مبتكرة وشراكات قوية، مشيرًا إلى أن تحقيق أهداف الميثاق مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الحكومات والمنظمات والقطاع الخاص.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية