ارتفاع قياسي لأعداد المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا خلال العام الجاري

ارتفاع قياسي لأعداد المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا خلال العام الجاري
ضبط قوارب هجرة غير شرعية

تواصلت محاولات المهاجرين لعبور بحر المانش على متن قوارب صغيرة انطلاقًا من السواحل الشمالية لفرنسا، حيث شهدت الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 وصول 5844 مهاجرًا إلى المملكة المتحدة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق البالغ 5373 مهاجرًا خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، بحسب موقع "مهاجر نيوز".

ووفقًا لبيانات وزارة الداخلية البريطانية، فإن هذه الزيادة تمثل أعلى مستوى مسجل في هذا الوقت من العام، ما يعكس استمرار التدفق غير الشرعي للمهاجرين رغم تشديد الإجراءات الأمنية على جانبي المانش.

منذ توليها السلطة في يوليو 2024، تعهدت حكومة حزب العمال بقيادة كير ستارمر بالحد من ظاهرة "القوارب الصغيرة"، مستكملة بذلك سياسة الحكومات المحافظة السابقة. 

مشروع قانون جديد

وتعمل الحكومة حاليًا على مشروع قانون جديد لتعزيز قدرات أجهزة إنفاذ القانون لمكافحة مهربي البشر، إضافةً إلى توقيع اتفاقيات مع دول أخرى لتعزيز التعاون ضد شبكات التهريب الدولية.

ورغم هذه التدابير، شهد العام الماضي ارتفاعًا حادًا في عدد الوافدين عبر المانش، حيث تجاوز 36,800 مهاجر، بزيادة 25% على عام 2023، لكنه لا يزال أقل من العدد القياسي المسجل في 2022 عندما بلغ 45,774 مهاجرًا. 

وتشير التقارير إلى أن 84% من المهاجرين غير الشرعيين إلى بريطانيا العام الماضي دخلوا البلاد عن طريق عبور المانش بالقوارب، وغالبيتهم تقدموا بطلبات للحصول على اللجوء.

تشديد القيود الأمنية

تواصل السلطات الفرنسية جهودها للحد من محاولات العبور عبر تسيير دوريات أمنية على الشواطئ وتفكيك المخيمات العشوائية التي يعيش فيها مئات المهاجرين في ظروف صعبة، وغالبًا ما يجد هؤلاء أنفسهم أمام خيارين، إما دفع مبالغ مالية للمهربين مقابل عبور البحر، أو التسلل إلى الشاحنات المتجهة إلى بريطانيا عبر العبارات.

وفي مدينة كاليه شمال فرنسا، تطبق السلطات منذ 2016 سياسة "صفر نقاط تثبيت"، التي تهدف إلى منع تمركز المهاجرين وإجبارهم على مغادرة المنطقة. لكن رغم ذلك، لا يزال الآلاف يتجمعون هناك على أمل العبور.

ونقل تقرير صحفي شهادات لمهاجرين يعيشون في المخيمات العشوائية، حيث قال شاب سوري (26 عامًا)، يقيم في هذه الظروف منذ 25 يومًا: “يجلس أحد الأشخاص وسط الشارع أحيانًا، قد تأتي سيارة وتدهسه، وضعوا الصخور كي لا نتمكن من نصب الخيام، أين نذهب بأنفسنا؟ الشرطة تصادر الخيام، ولا توجد شمس كافية لتنشيف الملابس، والمنظمات الإنسانية لا تستطيع تلبية جميع الاحتياجات، لو أنهم استثمروا الأموال التي ينفقونها على وضع العوائق في توفير مأوى لنا، لكنا بحال أفضل”.

ارتفاع عدد الوفيات

يواجه المهاجرون مخاطر مميتة أثناء عبور المانش، بسبب حركة الملاحة الكثيفة، والتيارات البحرية القوية، وانخفاض درجات حرارة المياه، كما أن التدافع والدهس عند ركوب القوارب يعرض المهاجرين للاختناق أو السقوط في المياه.

وخلال عام 2024، لقي 78 مهاجرًا مصرعهم في 20 حادث غرق أثناء محاولاتهم عبور المانش، في ظل تزايد انطلاق الرحلات من مناطق بعيدة على الساحل الفرنسي هربًا من الرقابة الأمنية المشددة.

أما في عام 2025، فقد تم تسجيل 9 حالات وفاة منذ بداية العام، أحدثها العثور على جثة امرأة إريترية مطلع هذا الأسبوع، كانت ترتدي سترة نجاة على الساحل الشمالي الفرنسي.

اللجوء هربًا من الصراعات

وتعتبر الأوضاع السياسية والأمنية في هذه الدول عاملًا رئيسيًا في زيادة أعداد المهاجرين، حيث يسعى كثيرون إلى اللجوء في أوروبا هربًا من الصراعات والفقر.

ورغم الجهود البريطانية والفرنسية لمكافحة الهجرة غير الشرعية عبر المانش، فإن الأرقام القياسية للوافدين هذا العام تؤكد أن الأزمة لا تزال تتفاقم. 

ومع استمرار الصراعات والأزمات الاقتصادية في العديد من الدول، يبدو أن شبكات التهريب ستظل نشطة، فيما سيواصل آلاف المهاجرين البحث عن فرصة للوصول إلى بريطانيا مهما كانت المخاطر.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية