مأساة جديدة في المانش.. العثور على جثة مهاجرة وإنقاذ 168 آخرين

مأساة جديدة في المانش.. العثور على جثة مهاجرة وإنقاذ 168 آخرين
الهجرة غير الشرعية عبر المانش

عثرت السلطات الفرنسية، الاثنين، على جثة امرأة إريترية في الثلاثينيات من عمرها على شاطئ "في مارك" قرب كاليه، شمال فرنسا، وفق ما أعلنته محافظة "با دو كاليه". 

وأفادت المتحدثة باسم المحافظة بأن الضحية كانت ترتدي سترة نجاة، ما يشير إلى أنها كانت تحاول عبور المانش إلى بريطانيا أو ربما تعرضت لحادث خلال استعدادها للإبحار، وفق موقع "مهاجر نيوز".

وتعد هذه تاسع حالة وفاة لمهاجر يتم تسجيلها على الساحل الشمالي الفرنسي منذ بداية عام 2025، وهو ما يعكس خطورة الطريق البحري بين فرنسا وبريطانيا، الذي تحول إلى ممر محفوف بالأخطار أمام المهاجرين الباحثين عن فرصة حياة أفضل في الأراضي البريطانية.

ارتفاع عدد الضحايا في المانش

بحسب مكتب مكافحة تهريب المهاجرين، فقد توفي 78 مهاجرًا أثناء محاولتهم عبور المانش في عام 2024، وهو رقم قياسي منذ بدء الظاهرة في عام 2018. 

وكانت آخر الوفيات المسجلة قبل هذه الحادثة قد وقعت ليلة 19 إلى 20 مارس الجاري، حيث تم العثور على جثة أحد المهاجرين قبالة سواحل غرافلين.

تعد هذه الحوادث جزءًا من مأساة مستمرة، حيث يتزايد عدد المهاجرين الذين يفقدون حياتهم نتيجة محاولات عبور غير نظامية في ظروف بالغة الخطورة. 

وتأتي هذه الكوارث في ظل تصاعد جهود السلطات الفرنسية والبريطانية للحد من عمليات التهريب عبر المانش، إلا أن ذلك لم يمنع استمرار تدفق المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى وجهتهم.

إنقاذ 168 مهاجرًا في عمليات متفرقة

في تطور متصل، نفذت فرق الإنقاذ الفرنسية خلال ليلة 20 إلى 21 مارس أربع عمليات إنقاذ متفرقة في بحر المانش، تمكنت خلالها من إجلاء 168 مهاجرًا كانوا يواجهون صعوبات خلال محاولتهم الوصول إلى بريطانيا.

ووفقًا لموقع "إيسي نورد"، فقد تم تنفيذ التدخلات على بعد بضعة كيلومترات شمال "بولوني سور مير" و"كران بوليه"، وكذلك في مناطق أبعد شمالًا قبالة سواحل دونكيرك. 

وخلال عمليات الإنقاذ، تم العثور على شخصين مصابين وآخر فاقد للوعي، حيث جرى إجلاؤهم بطائرة مروحية ونقلهم إلى مستشفى بولوني سور مير لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

رحلات محفوفة بالأخطار

رغم الجهود المكثفة التي تبذلها السلطات الفرنسية لمكافحة الهجرة غير النظامية، فإن أعداد المهاجرين الذين يحاولون عبور المانش ما تزال في ازدياد. 

فقد وصل إلى المملكة المتحدة عبر هذا المسار 36,816 مهاجرًا خلال عام 2024، وهو ارتفاع بنسبة 25% مقارنة بعام 2023، وفقًا لوزارة الداخلية البريطانية.

ويدفع المهاجرون آلاف اليوروهات للمهربين من أجل التكدس في قوارب مطاطية مكتظة، ما يجعل رحلتهم محفوفة بالأخطار في منطقة بحرية تشهد نشاطًا مكثفًا لحركة الملاحة، بالإضافة إلى التيارات البحرية القوية ودرجات حرارة المياه المنخفضة، ما يزيد من احتمالية وقوع الكوارث.

الاستجابة الأمنية والإنسانية

تحاول السلطات الفرنسية التصدي لهذه الظاهرة من خلال تكثيف الدوريات البحرية وتعزيز التعاون مع بريطانيا، إلا أن هذا لم يمنع تزايد محاولات العبور. 

وفي الوقت نفسه، تدعو منظمات حقوق الإنسان إلى اتباع نهج أكثر إنسانية في التعامل مع المهاجرين، عبر توفير مسارات قانونية آمنة لطالبي اللجوء، بدلًا من إجبارهم على المخاطرة بحياتهم في عرض البحر.

ومع استمرار هذه المأساة، تظل معالجة جذور الأزمة، مثل النزاعات المسلحة والفقر وانعدام الاستقرار السياسي في بلدان المهاجرين، هي المفتاح الأساسي للحد من تدفق المهاجرين، وهو ما يتطلب تعاونًا دوليًا فعالًا لوضع حلول مستدامة لهذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية