«فرانس برس»: جدل في دمشق بعد إغلاق حانات في حي مسيحي والسلطات تتراجع
«فرانس برس»: جدل في دمشق بعد إغلاق حانات في حي مسيحي والسلطات تتراجع
شهدت العاصمة السورية دمشق، مساء الخميس، إغلاق عشرات الحانات والمطاعم التي تقدم المشروبات الكحولية في أحياء ذات غالبية مسيحية، قبل أن تتراجع السلطات عن القرار بعد موجة انتقادات واسعة.
وأفاد أصحاب محال تجارية ووسائل إعلام محلية الجمعة بأن محافظة دمشق أصدرت قرارًا بإغلاق عدد من المطاعم في مناطق القصاع وباب توما وباب شرقي، بذريعة وجود "تجاوزات على التراخيص" بحسب فرانس برس.
لكن بعد ساعات، أمرت المحافظة بإعادة فتح المحلات فورًا، عقب اجتماع عاجل بين ممثلي أصحاب المطاعم ومحافظ دمشق، في ظل تصاعد الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي.
رفض مجتمعي وتأثير اقتصادي
أثار القرار موجة غضب بين العاملين وأصحاب المحلات، خاصة مع قرب مواسم أعياد الفطر والفصح، حيث تُعد هذه الفترة ذروة النشاط التجاري في المنطقة.
وقالت جيني وهيبة (28 عامًا)، نادلة في أحد المطاعم: “نرفض القرار ولا مبرر له، جاء في وقت حساس مع اقتراب الأعياد”.
فيما وصف جورج، صاحب حانة في باب شرقي، القرار بأنه "تعدٍ على خصوصية المنطقة وإضرار بمئات العائلات السورية التي تعتمد على هذه الأعمال كمصدر رزق".
وبحسب أصحاب المحال، فقد منحت المحافظة مهلة أسبوعين لاستكمال التراخيص اللازمة، في خطوة بدت محاولة لاحتواء الجدل.
ويقول زياد إسحاق (39 عامًا)، وهو يعمل في محل عطورات في باب توما: "نطالب بأن تبقى لنا مساحتنا وخصوصيتنا.. نحلم بمدينة تتسع للجميع، حيث يمكن لكل شخص ممارسة طقوسه بحرية".
التحولات السياسية وانعكاساتها
يأتي هذا الجدل في وقت تعيش فيه سوريا مرحلة سياسية جديدة، بعدما أطاحت فصائل معارضة، بقيادة هيئة تحرير الشام الإسلامية، بحكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر.
ورغم تعهد الإدارة الجديدة، برئاسة أحمد الشرع، بإشراك جميع المكونات في المرحلة الانتقالية، فإن المخاوف لا تزال قائمة، خاصة مع تصاعد المظاهر الإسلامية والدعوية في دمشق.
فيما تحاول الإدارة الجديدة طمأنة الأقليات، يرى مراقبون أن الإجراءات على الأرض لا تزال متباينة، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل التنوع الديني والمجتمعي في سوريا، ومدى قدرة دمشق على الحفاظ على نموذجها التاريخي كمدينة تتسع للجميع.