مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو لإنهاء معاناة المدنيين جراء الحرب في أوكرانيا

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو لإنهاء معاناة المدنيين جراء الحرب في أوكرانيا
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان



طالب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، الجمعة، بضرورة إنهاء "المعاناة المروعة" التي نتجت عن الهجمات المتواصلة على المدنيين في أوكرانيا، وسط محاولات دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار بين موسكو وكييف.

أوضح تورك، خلال كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أن الأسابيع الأخيرة شهدت نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، واعتبر أن التوصل إلى وقف محدود لإطلاق النار يهدف إلى حماية ممرات الشحن والبنى التحتية يُعد خطوة إيجابية نحو السلام بحسب وكالة "فرانس برس".

عبّر تورك عن قلقه من استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في أوكرانيا، قائلاً: "إن الحاجة الأكثر إلحاحاً الآن تتمثل في إنهاء المعاناة المروعة التي يتعرض لها الشعب الأوكراني بشكل يومي".

تزايد أعداد الضحايا المدنيين 

شهدت أوكرانيا تصعيداً عسكرياً كبيراً منذ أن شنت روسيا هجومها في فبراير 2022، ما أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى والمصابين من كلا الجانبين.

كشف تورك أن أعداد الضحايا المدنيين ارتفعت بنسبة 30% خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن معظم الضحايا من الأوكرانيين الذين قتلوا أو أصيبوا نتيجة الهجمات الروسية.

أشار تورك إلى أن الهجمات التي تنفذ بالأسلحة المتفجرة في المناطق السكنية تؤدي إلى سقوط أعداد متزايدة من المدنيين، داعياً إلى ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لتجنب إلحاق الأذى بالسكان الأبرياء.

القلق من استخدام الطائرات المسيّرة 

عبّر تورك عن قلقه البالغ إزاء تزايد استخدام الطائرات المسيرة القتالية قصيرة المدى من قبل طرفي النزاع، مشيراً إلى أن هذه الأسلحة حصدت أرواح المدنيين وأوقعت إصابات بينهم بمعدل أكبر من أي سلاح آخر منذ ديسمبر الماضي.

وأوضح تورك أن استمرار استخدام هذه التقنيات الفتاكة في مناطق مكتظة بالسكان يشكل تهديداً خطراً على حياة المدنيين ويزيد من حدة المعاناة الإنسانية. 

الحاجة الملحة لتحقيق السلام 

شدد تورك على أن السلام أصبح حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، داعياً إلى اتخاذ خطوات فورية نحو إنهاء النزاع ووقف الهجمات على المدنيين.

طالب تورك بإعادة جميع أسرى الحرب والإفراج عن المدنيين الذين تم احتجازهم تعسفياً، بمن فيهم المعارضون للحرب في روسيا، بالإضافة إلى إعادة الأطفال الذين نُقلوا إلى روسيا خلال النزاع. 

أكّد تورك أن الشعب الأوكراني يجب أن يكون محور جميع النقاشات الرامية إلى تحقيق السلام، مشيراً إلى أن أي عملية سلام لا تأخذ في الاعتبار تطلعات المدنيين الأوكرانيين لن تؤدي إلى حل دائم وشامل.

اتهامات روسية لأوكرانيا

وعلى الجانب الآخر، اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، نظام كييف بشن حملة ملاحقة ضد المراسلين العسكريين الروس، مشيرة إلى أنه يسعى إلى "تطهير الفضاء المعلوماتي" عبر استهداف الصحفيين العاملين في مناطق النزاع.

وخلال مقابلة مع إذاعة "سبوتنيك"، أكدت زاخاروفا أن الصحفيين الروس يواجهون تهديدات مباشرة أثناء تغطيتهم للأحداث على الأرض، قائلة: "إنهم يطاردونهم.. هؤلاء مراسلون خاطروا بحياتهم ليس من أجل الجوائز، بل لكشف الحقيقة ونقل المعلومات الصادقة، ورغم ارتدائهم سترات تحمل علامة (صحافة) فإنهم أصبحوا هدفًا مباشرًا لنظام كييف".

وأضافت أن الحكومة الأوكرانية تتعمد استهداف الصحفيين ضمن نهج ممنهج لإقصائهم عن المشهد الإعلامي، معتبرة أن ذلك جزء من "عملية لتصفية الفضاء المعلوماتي".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية