متحف «تايت» البريطاني يعيد لوحة فنية نُهبت خلال الحقبة النازية
متحف «تايت» البريطاني يعيد لوحة فنية نُهبت خلال الحقبة النازية
أعلنت وزارة الثقافة البريطانية، اليوم السبت، عن قرار متحف تايت البريطاني بإعادة لوحة زيتية شهيرة للرسام الإنجليزي هنري غيبس، تعود إلى عام 1654، إلى ورثة جامع الأعمال الفنية اليهودي صمويل هارتفيلد.
مثّلت اللوحة، التي حملت عنوان "إينيس وعائلته يهربون من طروادة المحترقة"، مشهدًا دراميًا يصوّر البطل الطروادي إينيس وهو يحاول إنقاذ عائلته من المدينة المحترقة وفقًا لوكالة “فرانس برس”.
نهب اللوحة
فقد صمويل هارتفيلد هذه اللوحة خلال الحرب العالمية الثانية بعدما اضطر إلى مغادرة منزله في أنتويرب، بلجيكا، في مايو 1940، نتيجة لهجوم القوات الألمانية على المنطقة.
وقضت لجنة استشارية خاصة شكلتها الحكومة البريطانية بأن اللوحة تعرّضت للنهب من قبل النظام النازي، وأوصت بضرورة إعادتها إلى أحفاد هارتفيلد، ورغم صدور القرار، لم يُحدّد حتى الآن تاريخ تسليم اللوحة إلى ورثة المالك الأصلي.
ورحبت المؤسسة التي تمثل ورثة هارتفيلد بقرار المتحف، معدةً هذه الخطوة تعترف بشكل واضح بحجم الاضطهاد الذي تعرض له المالك الأصلي وعائلته على يد النظام النازي.
وأصدرت المؤسسة بيانًا عبّرت فيه عن امتنانها لقرار إعادة العمل، معدةً أنه يمثّل خطوة مهمة في سبيل تحقيق العدالة التاريخية.
أكدت ماريا بالشو، مديرة متحف تايت، أن هارتفيلد تمكّن من النجاة من الحرب العالمية الثانية، لكنه لم يتمكن من استعادة مجموعته الفنية التي اضطر إلى التخلي عنها تحت الضغط.
أعربت بالشو عن أملها في الترحيب بورثة هارتفيلد في الأشهر المقبلة لإتمام عملية الاسترداد، مؤكدةً التزام المتحف بتصحيح الأخطاء التاريخية المتعلقة بالمقتنيات الفنية.
اقتنى متحف تايت اللوحة الفنية من معرض جان دي مير في بروكسل عام 1994 دون علمه بأنها كانت منهوبة، وقدّمت المؤسسة التي أنشأها ورثة هارتفيلد طلبًا رسميًا لاستعادة العمل الفني في مايو 2024، ما أدى إلى فتح ملف القضية واتخاذ القرار الحالي.
سرقة الأعمال الفنية خلال الحقبة النازية
شهدت الحرب العالمية الثانية عمليات نهب منهجية قامت بها القوات النازية لأعمال فنية مملوكة لليهود في أوروبا، وعمد النازيون إلى إعادة بيع هذه الأعمال أو جمعها ضمن مجموعات خاصة بمسؤولين رفيعي المستوى، أو تخصيصها لمشروع هتلر الضخم المعروف باسم "متحف الزعيم".
وفي محاولة لاستعادة الكنوز الثقافية المنهوبة، أرسلت الولايات المتحدة قبيل نهاية الحرب فرقًا من مديري وأمناء المتاحف وخبراء الفنون إلى أوروبا لإنقاذ الأعمال الفنية المسروقة.
نجحت الفرق الأمريكية في إعادة عدد كبير من الأعمال المنهوبة إلى أصحابها بسرعة، لكن التحديات بقيت قائمة.
وكشفت إحصاءات نُشرت خلال مؤتمر دولي عُقد في تيريزين بتشيكيا عام 2009، أن نحو 100 ألف قطعة أثرية من أصل 650 ألفًا نُهبت خلال الحرب، لم يتم إعادتها حتى ذلك التاريخ.