إنقاذ ناجية بعد ثلاثين ساعة تحت الأنقاض بسبب زلزال بورما
إنقاذ ناجية بعد ثلاثين ساعة تحت الأنقاض بسبب زلزال بورما
انتشل رجال الإنقاذ امرأة على قيد الحياة، السبت، من تحت أنقاض مجمع سكني منهار في مدينة ماندالاي ببورما، وذلك بعد مرور ثلاثين ساعة على الزلزال العنيف الذي ضرب بورما وتايلاند المجاورة، أثارت عملية الإنقاذ هتافات الفرح من الحاضرين، وسط مشاعر مختلطة من الصدمة والأمل.
واستخرجت فرق الإنقاذ فيو لاي خاينغ، البالغة من العمر 30 عاماً، من تحت أنقاض شقتها في مجمع سكاي فيلا السكني، حيث علقت لساعات طويلة وسط الركام وفقاً لوكالة “فرانس برس”.
ورغم الظروف الصعبة، نجح رجال الإنقاذ الذين ارتدوا ملابس برتقالية وخوذات حماية، في إخراجها منهكة الوجه ومليئة بالندوب، ووضعوها على نقالة تمهيداً لنقلها إلى المستشفى.
مشاعر الأمل والتفاؤل
عاش يي أونغ، زوج فيو لاي خاينغ، لحظات عصيبة، في حين انتظر خروجها من تحت الأنقاض، قال يي أونغ، وهو صاحب متجر يبلغ من العمر 30 عاماً: "في البداية، لم أعتقد أنها ستكون على قيد الحياة"، ومع رؤية زوجته حية، انتابت المشهد مشاعر من الفرح والتفاؤل.
وعند أسفل كومة الأنقاض، تمكن يي أونغ أخيراً من تقبيل زوجته واحتضانها، بعد ساعات طويلة من القلق والترقب، وتحدث الأب لطفلين، وليام البالغ من العمر 8 سنوات، وإيثان البالغ من العمر 5 سنوات، قائلاً: "أنا سعيد جداً لأنني سمعت أخباراً سارة".
نقل المصابة إلى المستشفى
تشكلت سلسلة بشرية من رجال الإنقاذ والمساعدين لإنزال نقالة فيو لاي خاينغ إلى سيارة الإسعاف التي كانت تنتظر في أسفل التلة من الركام، وقادت السيارة المصابة إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وأوضح يي أونغ قائلاً: "لا يمكننا التحدث في الوقت الراهن، نحن قلقون من أنها قد تتوتر كثيراً إذا تحدثنا.. إنها ضعيفة جداً، وطلب مني المسعفون عدم التحدث معها الآن".
حجم الكارثة يتضح تدريجياً
رغم نجاح إنقاذ فيو لاي خاينغ، ما زالت آثار الزلزال المدمر تضغط على بورما، حيث ترك الكارثة العديد من العائلات في حالة من اليأس والحزن، وقدّر مسؤول في الصليب الأحمر أن أكثر من 90 شخصاً قد يكونون عالقين تحت أنقاض المجمع السكني المنهار الذي عُثر فيه على المرأة حية.
ضرب الزلزال الذي بلغت قوته 7.7 درجة شمال غرب ماندالاي ظهر الجمعة، وأعقبته هزة ارتدادية قوية بلغت 6.7 درجة بعد دقائق، واستمرت عمليات الإنقاذ في ماندالاي يوم الأحد، حيث يعمل رجال الإنقاذ والسكان المحليون على البحث عن ناجين وسط المباني المنهارة.
خسائر بشرية ومادية هائلة
أعلنت السلطات أن الزلزال العنيف أسفر عن مقتل أكثر من 1600 شخص في بورما، إضافة إلى مصرع 17 شخصاً على الأقل في تايلاند المجاورة، وأدى الزلزال إلى انهيار مبانٍ وجسور وطرق، متسبباً في دمار واسع النطاق في مدينة ماندالاي، التي يزيد عدد سكانها على 1.7 مليون نسمة.
ولا يزال تقييم حجم الكارثة كاملاً أمراً صعباً بسبب انقطاع الاتصالات وتعطل شبكات الاتصال في المنطقة المتضررة، كما أثارت مشاهد الفوضى والدمار مخاوف واسعة من وقوع كارثة إنسانية كبرى في بلد يعاني أصلاً آثار الحرب الأهلية المستمرة منذ الانقلاب العسكري الذي وقع عام 2021.
تحديات مستمرة وعمل دؤوب
رغم الجهود المستمرة من فرق الإنقاذ، لا تزال الأوضاع في ماندالاي تتطلب استجابة سريعة ومنسقة للحد من آثار الكارثة وتقديم المساعدة للناجين، ويأمل السكان المحليون في استمرار عمليات الإنقاذ بشكل أكثر فاعلية، وسط صعوبة الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة.