العثور على ناجٍ حي تحت الأنقاض في بورما بعد خمسة أيام من الزلزال
العثور على ناجٍ حي تحت الأنقاض في بورما بعد خمسة أيام من الزلزال
في حادثة نادرة، تم العثور على رجل حي تحت الأنقاض في بورما في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بعد خمسة أيام من الزلزال الذي ضرب البلاد وأدى إلى مقتل أكثر من 2700 شخص، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
وقد وقع الزلزال في وقت عصيب للبلاد التي تشهد صراعًا داخليًا منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في فبراير 2021، في هذا السياق، أعلن المجلس العسكري البورمي عن استئناف العمليات العسكرية ضد الجماعات المتمردة المسلحة، رغم إعلان العديد منها عن تعليق العمليات القتالية.
الوضع العسكري والأزمة الإنسانية
قال رئيس المجلس العسكري، مين أونغ هلاينغ، في بيان ليل الثلاثاء، إن العمليات العسكرية ستستمر ضد ما وصفهم بـ"الإرهابيين"، وأضاف أن هذه الجماعات تقوم بأنشطة تخريبية وتعطل إمدادات الكهرباء.
ورغم تعهد بعض الجماعات المسلحة بوقف الأعمال العدائية لأسباب إنسانية، فإن التوترات العسكرية لا تزال قائمة، ما يزيد من تعقيد الوضع في البلاد، تضاف هذه العمليات العسكرية إلى الوضع المأساوي الناجم عن الزلزال الذي خلف مئات الآلاف من المشردين في ظل نظام صحي مثقل بالأزمات.
تداعيات النزاع على عمليات الإغاثة
أضاف الزلزال الذي ضرب بورما في الأيام الماضية، عبئًا جديدًا على المناطق المتضررة، حيث قال متحدث باسم منظمة العفو الدولية إن الهجمات العسكرية المستمرة من قبل الجيش البورمي تعقد من جهود الإغاثة.
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين.
كما أصدرت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ بيانًا أدانت فيه هذه التصرفات العسكرية، مطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية والسماح بوصول المساعدات بشكل غير مشروط.
عمليات الإنقاذ
نجح فريق من رجال الإنقاذ البورميين والأتراك في انتشال شاب في العشرينات من عمره من تحت أنقاض فندق مدمر في نايبيداو في الساعة 12:30 صباح الأربعاء، ما أثار الأمل في العثور على المزيد من الناجين.
وفي وقت سابق، تم إنقاذ امرأة في الستينات من عمرها بعد 91 ساعة من البقاء تحت الأنقاض، ورغم هذه الأخبار الإيجابية، أعلن المجلس العسكري البورمي أن حصيلة ضحايا الزلزال ارتفعت إلى 2719 قتيلاً، مع أكثر من 4500 جريح، فيما لا يزال نحو 441 شخصًا في عداد المفقودين.
الاستجابة الدولية والمساعدات الإنسانية
في استجابة دولية واسعة النطاق، وصل نحو ألف مسعف من مختلف دول العالم إلى بورما للمساعدة في جهود الإغاثة، وتضمنت المساعدات فرقًا من الصين وروسيا والهند، إضافة إلى إرسال الولايات المتحدة لخبراء في المجال الإنساني.
كما أطلقت منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر نداءات لتقديم الدعم المالي، حيث يقدر الاتحاد جمع أكثر من 100 مليون دولار لمساعدة بورما في مواجهة هذه الكارثة.
أثر الزلزال في الدول المجاورة
وتواصلت جهود الإنقاذ في بانكوك حيث انهار برج قيد الإنشاء جراء الزلزال، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا ولا يزال العشرات في عداد المفقودين، في هذا السياق، أمرت رئيسة وزراء تايلاند بتشكيل لجنة من الخبراء للتحقيق في سلامة الموقع والمعايير الهندسية للمبنى المنهار.
تتواصل العمليات الإنسانية في بورما بعد الزلزال المدمر، في حين يستمر النزاع العسكري في التأثير على جهود الإغاثة، وتظل الحاجة الملحة للمساعدات الإنسانية في قلب الأزمة، حيث يبقى الكثير من المتضررين في انتظار النجدة في ظل ظروف قاسية.