بعد كارثة زلازل أفغانستان.. تسييس المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية

بعد كارثة زلازل أفغانستان.. تسييس المساعدات يفاقم الأزمة الإنسانية
آثار زلزال أفغانستان - أرشيف

شهدت مناطق شرق أفغانستان يوم السبت 31 أغسطس، زلزالاً مدمراً هز العاصمة كابول، وامتد أثره إلى ولايات لغمان وجلال آباد وكونار، مخلّفاً دماراً هائلاً وخسائر بشرية جسيمة. 

وتحوّل الوضع في ولاية كونار إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث دُمّر واديان بالكامل، وانمحت قرية وادي مزار عن الخريطة بعد أن قضى جميع سكانها ودفنوا في مقبرة جماعية، بحسب ما ذكرت وكالة “JINHA”، اليوم الخميس. 

وزادت الأمطار الغزيرة التي ترافقت مع الهزات الارتدادية من حجم المأساة، إذ تسببت بانهيارات أرضية عزلت القرى وأغلقت الطرق المؤدية إلى المناطق المنكوبة.

غياب الدعم وتسييس المساعدات

أفادت تقارير المنظمات الإنسانية بأن حركة طالبان سيطرت بشكل كامل على عمليات الإغاثة، وهو ما أثار استياءً واسعاً بين السكان الذين اتهموا الحركة بتحويل المساعدات لصالحها أو توزيعها على أصحاب النفوذ بدلاً من توجيهها إلى المتضررين الفعليين. 

وأكد برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية أن الوضع "حرج للغاية"، وسط تحذيرات الأرصاد الجوية من استمرار الأمطار الغزيرة وخطر الفيضانات المفاجئة.

وأدى ضعف البنية التحتية وهشاشة المساكن المبنية من الطين والخشب إلى ارتفاع عدد الضحايا، إذ انهارت معظم المنازل فور وقوع الزلزال. 

ولم ينجُ من كثير من العائلات سوى فرد أو اثنين، في حين شكّلت النساء والأطفال وكبار السن الغالبية العظمى من الضحايا، وهو ما أعاد تسليط الضوء على أزمة السكن وانعدام القدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية في البلاد.

زلزال في 3 سبتمبر

ضرب زلزال آخر بقوة 5.6 درجات على مقياس ريختر في الثالث من سبتمبر منطقة داراي نور بولاية ننكرهار، ما ضاعف حجم الكارثة. 

وأصيب العشرات واضطر السكان إلى قضاء الليل في الحقول الزراعية خوفاً من انهيار المنازل مجدداً، ورغم وعود السلطات بإرسال طائرات هليكوبتر محملة بالمساعدات، لم تصل الإغاثة إلى معظم القرى المتضررة.

قالت السيدة نورغول ولي (50 عاماً) من منطقة دار انور في ننكرهار: "دُمّرت منازلنا في الزلزال الأول، وفقدنا اثنين من أطفالنا، وأصيب آخرون بجروح خطرة. 

وعندما ضرب الزلزال الثاني انهارت المنازل التي كانت لا تزال قائمة، فأصيب المزيد من النساء والأطفال". 

وأوضحت أن قريتها تفتقر لوجود عيادة طبية قريبة، وأن العيادة الوحيدة في مركز المقاطعة لا تضم أطباءً أو معدات كافية، ما أجبر المصابين على محاولة نقل جرحاهم لمسافات طويلة إلى جلال آباد.

الثقة بين السكان والسلطات

أضافت نورغول بغضب: "لا تصلنا المساعدات، فهي تُسجَّل بأسمائنا ثم تتحول لأجل طالبان أو أصحاب النفوذ، نحن الذين فقدنا منازلنا وأطفالنا بلا مأوى ولا طعام ولا دواء، لم أرَ الحكومة في حياتي تقف بجانب الفقراء، بل على العكس تتركنا نواجه مصيرنا وحدنا".

وأظهرت الزلازل المتتالية أن أفغانستان لا تزال واحدة من أكثر الدول هشاشة في مواجهة الكوارث الطبيعية، إذ يضاعف الفقر المدقع وانهيار البنى التحتية حجم الخسائر. 

ومع غياب الشفافية في توزيع المساعدات، تتفاقم معاناة الناجين الذين ينتظرون دعماً حقيقياً لم يصل بعد، في حين يبقى النساء والأطفال وكبار السن الأكثر تضرراً من هذه الكارثة المستمرة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية