الإيرانيون يتحدّون قيود النظام ويحتفلون بـ«سيزده بدر» وسط تهديدات أمنية
الإيرانيون يتحدّون قيود النظام ويحتفلون بـ«سيزده بدر» وسط تهديدات أمنية
أحيا الإيرانيون، احتفالات "سيزده بدر"، الثلاثاء الماضي، في اليوم الأخير من عطلة النوروز، بالخروج إلى المتنزهات والطبيعة، رغم جهود النظام الإيراني لمنع إقامة هذا التقليد الشعبي.
وشهدت عدة مدن إيرانية تجمعات كبيرة في المساحات العامة، حيث انتشرت مقاطع فيديو توثق احتفالات تخللتها الرقصات والأغاني، ما يعكس إصرار الإيرانيين على التمسك بثقافتهم ومناسباتهم التراثية رغم محاولات القمع، وفق قناة "إيران إنترناشيونال".
أظهرت مقاطع مصورة من مدينة بجنورد احتفالات مختلطة للرجال والنساء، في حين ظهر مواطنون آخرون وهم ينددون بالنظام الإيراني خلال الاحتفالات.
وأرسل أحد المواطنين فيديو من شاطئ كناوه يُظهر تراكم النفايات في المكان، منتقدًا سوء الخدمات العامة.
وفي أصفهان، احتشد المواطنون عند جسر خاجو بجوار نهر زايندهرود الجاف، حيث غنّوا أغاني تعبّر عن حسرة فقدان النهر بسبب السياسات البيئية السيئة للنظام.
كما نشر أحد المحتفلين مقطعًا يوضح تجريد الأشجار في تخت جمشيد من جذوعها، ما أثار تساؤلات حول دور السلطات في تدمير البيئة.
إغلاق المتنزهات ومنع التجمعات
حاولت السلطات الإيرانية الحد من الاحتفالات من خلال إغلاق بعض المتنزهات، حيث أظهرت مقاطع فيديو إغلاق جميع مداخل متنزه "جيتكر" في طهران، لمنع المواطنين من التجمع للاحتفال.
ورغم ذلك، شارك السفير الألماني في إيران، ماركوس بوتسل، في الاحتفالات، حيث نشر مقطع فيديو له وهو يتجول في مرتفعات توشال بطهران بمناسبة "سيزده بدر".
وبالتزامن مع الاحتفالات، زار عدد من عائلات ضحايا النظام الإيراني قبور أبنائهم، مؤكدين استمرارهم في المطالبة بالعدالة ضد النظام القمعي.
ونشر محمد كريم بيكي، والد أحد قتلى احتجاجات 2009، صورة من قبر ابنه، وكتب: "عاجلًا أم آجلًا، سيدفع الديكتاتور الثمن"، في إشارة إلى المرشد الأعلى علي خامنئي.
التضييق الأمني والاعتقالات
لم تقتصر محاولات النظام على إغلاق المتنزهات، بل شملت اعتقالات وتهديدات. فقد أعلن رئيس شرطة الأمن العام، مجيد فيض جعفري، في 1 أبريل الجاري، عن اعتقال "القادة والمحرضين الرئيسيين" الذين رفعوا شعارات مناهضة للنظام خلال احتفالات النوروز.
ويبدو أن هذه التصريحات تهدف إلى بث الخوف بين المواطنين، وفق تقارير حقوقية، إذ سبق لقوات الأمن منع الاحتفالات في مدن كردية وغيرها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وأفادت تقارير إعلامية بأن السلطات كثّفت ضغوطها في محاولة لثني المواطنين عن إحياء تقاليد النوروز، لكنها فشلت في ذلك، إذ واصل الإيرانيون الاحتفال متحدّين الإجراءات القمعية.
بين التقاليد القديمة ومعركة الحرية
رغم محاولات طهران القضاء على الاحتفالات الشعبية كـ"جهار شنبه سوري" و"نوروز" و"سيزده بدر"، أثبت الإيرانيون هذا العام أنهم مصممون على الاحتفاظ بهويتهم الثقافية.
وبينما يراها النظام مجرد طقوس يجب الحد منها، أصبحت هذه الاحتفالات رمزًا للمقاومة ضد القمع السياسي، حيث تحولت بعض التجمعات إلى منابر للاحتجاج على سياسات النظام، وسط تصاعد الغضب الشعبي في البلاد.