في اليوم الدولي.. التزام أممي بالتعامل مع الألغام ومخلفات الحروب التي تهدد حياة الملايين

بالتعاون بين الدول والمنظمات الإنسانية

في اليوم الدولي.. التزام أممي بالتعامل مع الألغام ومخلفات الحروب التي تهدد حياة الملايين
منطقة ألغام

 

يحتفل العالم في 4 أبريل من كل عام باليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام، وهو مناسبة تسلط الضوء على الأضرار الناجمة عن الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحروب، وتحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات للحد من تأثيراتها المدمرة.

وفي عام 2025، يأتي شعار اليوم الدولي "من هنا يبدأ بناء المستقبل المأمون" ليؤكد أهمية الإجراءات المتعلقة بالألغام في خلق بيئات آمنة ومستدامة للمجتمعات المتأثرة بالنزاعات المسلحة.

نشأة اليوم الدولي للتوعية بالألغام

في 8 ديسمبر 2005، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا أُعلن فيه 4 أبريل من كل عام يومًا دوليًا للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام، تم اختيار هذا اليوم للتأكيد على الحاجة الملحة إلى التعاون بين الدول والمنظمات الإنسانية لإزالة الألغام، وتوفير الدعم للضحايا، والعمل على وضع أطر قانونية للحد من خطر الألغام.

أهمية اليوم الدولي للتوعية بالألغام 2025

يتماشى موضوع هذا العام، "من هنا يبدأ بناء المستقبل المأمون"، مع الالتزام المستمر للأمم المتحدة بالشراكة مع الدول الأعضاء والمنظمات الإنسانية في التعامل مع مشكلة الألغام ومخلفات الحروب التي تهدد حياة الملايين في مناطق النزاع.

يتم التأكيد على ضرورة استمرار التوعية وتعليم المجتمعات المحلية حول المخاطر المرتبطة بالألغام، وأهمية دعم التقنيات الحديثة في عمليات إزالة الألغام وابتكار طرق جديدة لإنقاذ الأرواح.

أهداف اليوم الدولي للتوعية بالألغام

- زيادة الوعي: تعزيز الوعي العالمي بمخاطر الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحروب، وتشجيع المجتمعات المحلية على اتخاذ إجراءات وقائية.

- الترويج للأطر القانونية: دعوة الدول التي لم تصدق بعد على اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية للانضمام إليها وتنفيذها.

- دعم ضحايا الألغام: توفير الدعم الفوري للمتضررين من الألغام في مناطق النزاع، بما في ذلك إعادة التأهيل والرعاية الطبية.

- تشجيع التعاون الدولي: تعزيز التعاون بين الحكومات والمنظمات الإنسانية من أجل تحسين قدرات إزالة الألغام وتقديم المساعدة المستدامة.

دور الأمم المتحدة في مواجهة خطر الألغام

تقوم دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام (UNMAS) بتنسيق الأعمال المتعلقة بالألغام عبر عدة مستويات من الاستجابة الإنسانية، بدءًا من إزالة الألغام وتوعية المجتمعات إلى تقديم الدعم للضحايا، ومنذ عام 1997، أسهمت الأمم المتحدة في إزالة ملايين الألغام وتقديم الدعم في أكثر من 20 دولة متضررة من النزاعات.

التحديات المستمرة

رغم التقدم الكبير في إزالة الألغام، ما زالت هناك تحديات كبيرة تتمثل في انتشار الألغام في مناطق متعددة حول العالم، من بين هذه المناطق، توجد دول مثل أفغانستان، وميانمار، والسودان، وأوكرانيا، وسوريا، والأراضي الفلسطينية، التي تعاني من وجود الألغام المتفجرة التي تقتل وتصيب العديد من المدنيين، وتعرقل جهود التنمية.

رسالة الأمين العام للأمم المتحدة

في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام، قال أنطونيو غوتيريش: "يتعرض أكثر من 100 مليون شخص حول العالم لخطر الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب والأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع.. من أفغانستان إلى ميانمار، ومن السودان إلى أوكرانيا، وسوريا، والأرض الفلسطينية المحتلة وغيرها، تنتشر هذه الأجهزة الفتاكة في المجتمعات المحلية الريفية والحضرية، فتقتل المدنيين بشكل عشوائي وتسد الطريق أمام الجهود الإنسانية والإنمائية الحيوية.. وحتى عندما تصمت المدافع، تتبقى مخلفات الحرب هذه، تتوارى في الحقول وعلى الدروب والطرق وتهدد حياة المدنيين الأبرياء وسبل عيش المجتمعات المحلية".

وقال: "ما فتئ موظفو الأمم المتحدة الشجعان المشتغلون بالإجراءات المتعلقة بالألغام يعملون، عاماً بعد عام، مع الشركاء من أجل تحديد مواقع هذه الأسلحة وإزالتها، والتوعية بمخاطرها وتقييم التهديدات التي تشكّلها، وضمان أن يتمكن الناس من العيش والعمل والتنقل بأمان، وهم في ذلك يواجهون مخاطر عالية، مثلما تجلّى مؤخرا في غزّة".

وأضاف: "يذكّرنا موضوع اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام هذا العام، وعنوانه المستقبل الآمن يبدأ من هنا، بالدور الحاسم للإجراءات المتعلقة بالألغام في إعادة بناء المجتمعات الممزقة ودعم الناجين وصنع السلام".

وقال الأمين العام: "إنني أحث جميع الدول التي لم تصدّق بعد على اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد واتفاقية الذخائر العنقودية والاتفاقية المتعلقة بأسلحة تقليدية معينة ولم تنفذها بعد تنفيذاً كاملاً على القيام بذلك، فلا بد من صون المعايير والمبادئ الإنسانية المنصوص عليها في هذه المعاهدات والحفاظ عليها".

وتابع: "أحث الدول على التمسك بما ورد في ميثاق المستقبل الذي اعتُمد في الآونة الأخيرة من التزامات عالمية تقضي بتقييد أو منع استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، ودعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء تهديد الذخائر المتفجرة".

واختتم رسالته قائلا: “إن الإجراءات المتعلقة بالألغام تأتي بالنتائج المنشودة منها.. دعونا نلتزم معاً ببناء مستقبل آمن، بدءاً من هذه اللحظة وهذا المكان".

الفعاليات الدولية

فعاليات الأمم المتحدة: في 3 أبريل 2025، سيُشارك الأمين العام المساعد لسيادة القانون، السيد ألكسندر زويف، في إحاطة إعلامية بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام في مقر الأمم المتحدة.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ستنظم لجنة الكونغرس المعنية بالذخائر غير المنفجرة/ إزالة الألغام معرضًا وحفل استقبال في 7 أبريل 2025.

وفي كولومبيا: ستنظم حلقة نقاش حول "إزالة الألغام لأغراض إنسانية والتحول الإقليمي" في 3 أبريل 2025 في جامعة البابوية خافيريانا في بوغوتا.

يعكس اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام التزام المجتمع الدولي في العمل على تخفيف آثار النزاعات المسلحة، ويعد فرصة للتأكيد على أهمية التعاون الدولي في توفير بيئة آمنة لملايين البشر المتضررين من الألغام، ويعد "من هنا يبدأ بناء المستقبل المأمون" هو شعار يعكس رؤية مشتركة لبناء عالم خالٍ من الألغام، حيث يشارك الجميع في جهود السلام وإعادة الإعمار.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية