«واشنطن بوست»: التخفيضات الفيدرالية تهدد القدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية

«واشنطن بوست»: التخفيضات الفيدرالية تهدد القدرة على مواجهة الكوارث الطبيعية
إعصار يضرب ولايه أوكلاهوما ـ أرشيف

أعلنت هيئة إدارة الطوارئ الفيدرالية الأمريكية (FEMA) إلغاء خططها المقررة لمنح الولايات منحًا تهدف إلى تعزيز استعدادها لمواجهة الكوارث المستقبلية، كما بات من غير المؤكد استمرار تدفق الأموال الفيدرالية إلى الولايات بعد وقوع الكوارث.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، السبت، تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة سلسلة من الكوارث الطبيعية المستمرة، مثل الفيضانات العارمة في ولاية كنتاكي في يوليو 2022، التي أودت بحياة 45 شخصًا ودمرت منازل عدة.

خلال فترة رئاسة دونالد ترامب الأولى، أطلقت FEMA برنامجًا يهدف إلى تكسية الجسور المتضررة، ورفع المنازل المعرضة للفيضانات، وتقوية شبكات المياه، كان هذا البرنامج مدعومًا بأبحاث علمية أكدت أن الوقاية من الأضرار المستقبلية أكثر تكلفة بكثير من إصلاح الأضرار التي تحدث بعد الكوارث.

وتلقت ولاية كنتاكي أكثر من 7 ملايين دولار لتنفيذ مشاريع تهدف إلى تقليل الأخطار وتحديث شبكات الطاقة، ومع ذلك، جاء قرار إلغاء المنح في وقت حساس، إذ يسعى ترامب في رئاسته الثانية إلى تقليص الإنفاق الفيدرالي، ما يزيد من المخاوف حول قدرة الولايات على الاستجابة للكوارث الكبيرة.

خطط خفض الإنفاق

وفقًا لمذكرة داخلية اطلعت عليها "واشنطن بوست"، ألغت FEMA خططها لتخصيص المنح في السنة المالية 2024، كما أعلنت الوكالة عن نيتها إعادة تقييم المنح السابقة واسترداد الأموال التي لم يتم صرفها بعد.

شددت المتحدثة باسم FEMA على أن البرنامج المسمى "بناء البنية التحتية المجتمعية والمرنة" (BRIC) تم إيقافه لأنه يعد أحد البرامج غير الحيوية، قائلة: "كانت FEMA أكثر اهتمامًا بالتغير المناخي من مساعدتها للأمريكيين المتضررين من الكوارث الطبيعية".

وحذر العديد من الخبراء في إدارة الطوارئ من أن تحويل مسؤولية الاستجابة للكوارث إلى الولايات قد يؤدي إلى حالة من الفوضى السياسية والإدارية، ففي ولايات مثل داكوتا الشمالية ووايومنغ، تعتمد الإدارات المحلية بشكل كبير على التمويل الفيدرالي لدفع رواتب العاملين في الطوارئ.

وفي ولاية داكوتا الشمالية، على سبيل المثال، يتوقع المسؤولون أن يأتي نحو 89% من ميزانية قسم الأمن الداخلي من FEMA، في حين أن ولاية وايومنغ، التي تعد الأصغر  من حيث عدد السكان، تحصل على 92% من تمويلها الفيدرالي لهذا القطاع.

الاستعدادات تواجه خطر الانهيار

قال بعض مسؤولي الولايات إن تخفيض المنح الفيدرالية قد يؤدي إلى تسريح عدد كبير من الموظفين، ما يعطل القدرة على الاستجابة السريعة للكوارث.

وفي الوقت نفسه، تنتظر المجتمعات التي تعرضت لكوارث أخيرًا لمعرفة ما إذا كانت طلبات المنح التي تقدمت بها ستتم الموافقة عليها، أو إذا كانت ستواجه مصيرها بمفردها.

وخضعت FEMA لتغييرات كبيرة منذ إنشائها في عام 1979، وأصبح دورها أكثر أهمية مع تزايد الكوارث الناجمة عن التغير المناخي، لكن الانتقادات التي طالما وجهت إليها بشأن بطء الإجراءات البيروقراطية قد تعود للظهور، ما يعقد جهود الوكالة في تقديم الدعم للمتضررين.

وفي ولاية كاليفورنيا، يرى البعض أن الدعم الفيدرالي لا يزال ضروريًا حتى للولايات الكبيرة مثلها، التي تواجه تزايدًا في شدة وكثرة حرائق الغابات.

التأخير في صرف الأموال

منذ بداية عام 2023، تأخرت FEMA في صرف ملايين الدولارات التي كانت مخصصة للولايات المتضررة، ورغم أن القاضي الفيدرالي أمر بإطلاق الأموال، فإن 19 ولاية لم تتمكن من الوصول إليها بعد، من بين هذه الولايات كاليفورنيا وكارولينا الشمالية وكنتاكي وهاواي، وهي من أكثر الولايات التي عانت الكوارث في السنوات الأخيرة.

وتستمر ولاية كنتاكي في المعاناة من تداعيات الفيضانات التي تسببت في دمار كبير منذ ثلاث سنوات، إذ لا تزال جهود التعافي بطيئة، حيث يعاني السكان من بطء تدفق المساعدات، في الوقت ذاته، تواجه المنظمات الخيرية مثل " مؤسسة أبالاتشيان كنتاكي" صعوبة في توفير الدعم اللازم في ظل قلة الأموال المتاحة.

وأكدت بعض الوكالات والولايات أن استمرار التمويل الفيدرالي يعد أمرًا حيويًا، ولا سيما بالنسبة للولايات الصغيرة التي لا تملك القدرات اللازمة لمواجهة الكوارث بشكل مستقل، في حين تواجه الولايات الكبرى مثل كاليفورنيا تحديات مالية بسبب ارتفاع تكاليف الترميم والبناء بعد الكوارث.

ومع تغير المشهد السياسي في الولايات المتحدة، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل آلية إدارة الطوارئ الفيدرالية ودورها في الحفاظ على استقرار المجتمعات المتضررة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية