توغل إسرائيلي في جنوب غرب سوريا يُشعل التوتر ويثير قلقاً أممياً

توغل إسرائيلي في جنوب غرب سوريا يُشعل التوتر ويثير قلقاً أممياً
توغل إسرائيلي في جنوب غرب سوريا

توغلت القوات الإسرائيلية، اليوم الأحد، خارج حدود المنطقة العازلة في جنوب غرب سوريا، واعتقلت مواطنين سوريين اتهمتهم بالإرهاب، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر محلية وضباط إسرائيليين. 

وأفاد سكان قرية الحميدية في الجولان السوري المحتل بأن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بمنعهم من دخول المنطقة العازلة، بل تجاوز حدودها ونفذ عمليات ميدانية داخل الأراضي السورية، الأمر الذي يُعد خرقًا واضحًا لاتفاقية فصل القوات لعام 1974 التي تشرف عليها الأمم المتحدة.

وأكدت الصحيفة أن إسرائيل أجرت تعديلات على حدود المنطقة العازلة بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي استغل حالة الفراغ الأمني والسياسي في الجنوب السوري لإعادة رسم خطوط تماس جديدة، تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستستمر في بسط سيطرتها على هذه المنطقة إلى أن يتم تشكيل "قوة سورية قادرة على تنفيذ اتفاقية فصل القوات"، في إشارة إلى غياب سلطة مركزية قادرة على فرض الأمن جنوب سوريا.

احتجاجات ومواجهات

أثار هذا التوغل غضبًا شعبيًا واسعًا، خصوصًا بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدف، فجر الخميس الماضي، منطقة حرش سد الجبيلية الواقعة بين مدينتي نوى وتسيل في ريف درعا الغربي، ما أدى إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة آخرين. 

وأكدت محافظة درعا أن الحادثة أدت إلى حالة من الاستنفار والغليان الشعبي، فيما أشار ناشطون محليون إلى وقوع اشتباكات مباشرة بين الأهالي والقوات الإسرائيلية في محيط السد، وهي سابقة تؤشر إلى تصعيد غير مسبوق في المنطقة التي طالما اعتُبرت من المناطق الهادئة نسبيًا منذ توقيع اتفاق فصل القوات قبل خمسة عقود.

وجاء التوغل الإسرائيلي بعد سلسلة غارات جوية شنها سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف داخل العمق السوري، شملت مطاري حمص وحماة، بالإضافة إلى مركز البحوث العلمية في دمشق، وهي مواقع تُتهم إيران باستخدامها لنقل الأسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان. 

وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن التوتر الأخير يندرج ضمن سياق استراتيجي إسرائيلي يستهدف تقويض النفوذ الإيراني جنوب سوريا، ولكن على حساب الاستقرار المحلي والمدنيين.

إدانة دولية محتملة

يتوقع مراقبون أن يُثار هذا التصعيد في أروقة مجلس الأمن الدولي، نظرًا لكونه يمثل انتهاكًا لاتفاقية دولية وقّعت برعاية الأمم المتحدة. 

ومن المرجح أن يُطالب المجتمع الدولي بوقف فوري للتوغلات الإسرائيلية في المنطقة العازلة، وسط تحذيرات من أن استمرار هذه العمليات قد يؤدي إلى اشتعال جبهة الجنوب السوري مجددًا، ويدفع بموجات جديدة من النزوح في منطقة تعاني -أصلاً- هشاشة إنسانية وأمنية بالغة.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية