«واشنطن بوست»: هايتي تستخدم طائرات مسيّرة ضد العصابات وسط مخاوف على المدنيين
«واشنطن بوست»: هايتي تستخدم طائرات مسيّرة ضد العصابات وسط مخاوف على المدنيين
لجأت السلطات المؤقتة في هايتي إلى استخدام الطائرات المسيّرة المسلحة في مواجهة الخطر المتصاعد من العصابات المسلحة التي تهدد بالسيطرة على العاصمة بورت أو برنس، في خطوة أثارت مخاوف عميقة من تداعيات إنسانية وقانونية خطيرة وسط أحياء مكتظة بالسكان، وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
أوضحت الصحيفة، في تقرير لها الخميس، أنه في ظل تعثر السلطات الهايتية في احتواء الأزمة الأمنية، يرى بعض السكان أن الطائرات المسيّرة قد تمثل مخرجًا من واحدة من أسوأ الأزمات التي شهدتها البلاد منذ عقود، فيما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أغانٍ تشيد بهذه الطائرات التي اعتُبرت وسيلة لترهيب زعماء العصابات، إلا أن محللين وناشطين حقوقيين حذروا من أن استخدامها في مناطق مأهولة بالسكان قد يُفاقم الصراع، ويهدد حياة المدنيين، ويعقّد جهود إيصال المساعدات الإنسانية.
ضحايا مدنيون
وبين التقرير أنه رغم أن هذه الطائرات لم تنجح حتى الآن في تصفية أي من قادة العصابات، فقد أُصيب تسعة مدنيين على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وفق شهادة عامل صحي رفض الكشف عن هويته خوفًا من الانتقام، ونُقل اثنان من المصابين لتلقي العلاج جراء حروق بالغة، فيما لم تعلن السلطات أي بيانات رسمية حول حصيلة الضحايا المدنيين.
وفقا للصحيفة فإن الغموض يلف هوية الجهة التي تتحكم بالطائرات المسيّرة، إذ لم تعلن الحكومة المؤقتة ولا الشرطة مسؤوليتها المباشرة عن العمليات، وأفاد مسؤول حكومي بأن وحدة خاصة تابعة لفرقة شكلها رئيس الوزراء المؤقت بالتعاون مع المجلس الرئاسي الانتقالي في هايتي هي التي تدير العمليات، دون تقديم تفاصيل واضحة حول آليات المساءلة أو قواعد الاشتباك.
مواقف متباينة وسط غياب الشفافية
وبرّر المسؤول الهايتي استخدام الطائرات المسيّرة بقوله: "نحن في حالة حرب"، معتبرًا أن الخسائر المدنية "تفاصيل لا مفر منها"، فيما أكدت ناتالي كوترينو من "هيومن رايتس ووتش" أن غياب الشفافية والمساءلة في إدارة هذا السلاح يثير قلقًا بالغًا بشأن احترام القانون الدولي وحماية المدنيين.
أوضح المتحدث باسم الشرطة الوطنية أن استخدام الطائرات المسيّرة يقتصر على أغراض المراقبة، محيلاً الأسئلة إلى الحكومة، وفي المقابل، نفى قائد بعثة الشرطة الدولية التابعة للأمم المتحدة، بقيادة كينيا، أي دور لطائرات مسيّرة مسلحة في عملياتهم، مؤكدًا أن القرار بيد الحكومة الانتقالية.
خطر متنامٍ
الطائرات المسيّرة ليست جديدة على المشهد الأمني في هايتي، فقد استخدمتها سابقًا كل من الشرطة والعصابات لجمع المعلومات وتنسيق الهجمات، لكن استخدامها كسلاح هجومي يشكّل تحولًا خطيرًا قد يُنذر بمزيد من العنف، خصوصًا في غياب أطر قانونية واضحة.
وتعيش هايتي واحدة من أعنف فتراتها الأمنية، حيث تشهد العاصمة موجة تصعيد غير مسبوقة من العصابات المسلحة التي تنفذ عمليات قتل ونهب واختطاف، وسط عجز حكومي وغياب الاستقرار السياسي، وتستمر معاناة المدنيين الذين يجدون أنفسهم بين نيران العصابات وأسلحة الدولة، دون حماية كافية أو ممرات آمنة للمساعدات.