صوت الأدب اللاتيني.. ماريو فارغاس يوسا يرحل عن 89 عاماً
صوت الأدب اللاتيني.. ماريو فارغاس يوسا يرحل عن 89 عاماً
غابت يوم الأحد في العاصمة البيروفية ليما، قامة أدبية من العيار الثقيل، بوفاة الكاتب الإسباني-البيروفي ماريو فارغاس يوسا عن عمر ناهز 89 عاماً، كما أعلنت عائلته في بيان عبر منصة "إكس"، وبهذا الرحيل، يُغلق باب الجيل الذهبي للأدب في أمريكا اللاتينية، حيث كان فارغاس يوسا آخر عمالقته.
وجّه أبناؤه ألفارو، غونزالو ومورغانا رسالة قالوا فيها: "بحزن عميق نعلن وفاة والدنا اليوم في ليما بهدوء، محاطاً بعائلته". وذكرت العائلة أنها لن تُقيم مراسم عامة للجنازة، مشيرة إلى أن جثمانه سيُحرَق وفقاً لوصيته، بحسب فرانس برس.
الأدب أنقذ حياته
أمام منزله المطلّ على المحيط في حي بارانكو، وقف عدد من عشاق أدبه بصمت، يحملون كتبه التي ألهمتهم لعقود، قال أحدهم، غوستافو رويس: "كان مرجعاً في حياتي.. كان يقول إن الأدب أنقذ حياته"، وقد أعلنت الحكومة البيروفية 14 أبريل يوماً للحداد الوطني.
ولد يوسا في أريكيبا عام 1936، وصعد اسمه في ستينيات القرن الماضي ضمن "فورة" الأدب اللاتيني إلى جانب غابريال غارسيا ماركيز وخوليو كورتازار، اشتهر بروايات مثل "المدينة والكلاب" و"محادثة في الكاتدرائية"، وامتد تأثيره إلى أوروبا حيث حصل على الجنسية الإسبانية في 1993، وانتُخب عام 2021 عضواً في الأكاديمية الفرنسية.
نعت الرئيسة البيروفية دينا بولوارتي الكاتب الراحل بقولها: "عبقريته الفكرية ستبقى إرثاً دائماً"، ووصفه رئيس غواتيمالا بأنه "مؤرخ لأمريكا اللاتينية"، فيما رأى الكاتب البيروفي ألفريدو بريس أن وفاته تمثّل "حداداً وطنياً".
انسحاب من الحياة العامة
تراجعت صحة يوسا منذ إصابته بكوفيد-19 في 2023 خلال وجوده في مدريد، وابتعد في أشهره الأخيرة عن الأضواء، مكتفياً بالظهور في صور نشرها نجله في أماكن استوحى منها رواياته الأخيرة.
يُعد ماريو فارغاس يوسا أحد أبرز رواد الواقعية الأدبية في أمريكا اللاتينية، نال جائزة نوبل للآداب عام 2010.
وتُرجمت أعماله إلى أكثر من ثلاثين لغة، عُرف بإنتاجه الغزير ومواقفه الفكرية المثيرة للجدل، إذ جمع بين الرواية السياسية والاجتماعية والنقد الحاد للأنظمة الشمولية.
وبرحيله، يُطوى فصل من فصول الأدب العالمي، ويُدفن صوته بين دفات كتبه الخالدة.