صحيفة سويسرية: شكوك حول دور منظمة «قرى الأطفال» في اختفاء طبيبة سورية وأطفالها
صحيفة سويسرية: شكوك حول دور منظمة «قرى الأطفال» في اختفاء طبيبة سورية وأطفالها
أثار تحقيق جديد نشرته صحيفة "تاغيس انتسايغر" السويسرية، اليوم الجمعة، حول اختفاء الطبيبة ولاعبة الشطرنج السورية رانيا العباسي وأطفالها الستة في عام 2013، موجة من التساؤلات والتكهنات حول دور منظمة قرى الأطفال SOS في القضية.
وبحسب الصحيفة السويسرية، فقد ذكرت الصحفية سونيا زكري، أن رانيا العباسي، إحدى أبرز الشخصيات السورية في الشطرنج وطبيبة أسنان، قد اختطفت على يد قوات النظام السوري السابق مع أطفالها في مارس 2013، الأمر الذي أثار غضب الشارع السوري ودفع العديد من المقربين منها للتساؤل عن ملابسات اختفائها.
قصة هزّت السوريين
رانيا العباسي كانت قد حققت نجاحات لافتة في الشطرنج على المستوى الدولي، حيث شاركت في أولمبياد الشطرنج في دبي وحققت انتصارات في صربيا وإيران.
ولكن في 11 مارس 2013، وفي تطور دراماتيكي، تم اختطاف رانيا في سوريا مع أطفالها الستة، وهم، ديمة، وانتصار، ونجاح، ولجين، وعلاء، وأحمد، بالإضافة إلى مساعدتها في العيادة.
ومنذ ذلك الحين، اختفت آثارهم، ولم يظهر أي منهم حتى اليوم، حيث تحدث شقيقها، حسن العباسي، المقيم في كندا، عن محنته وقال: "كيف لها أن تتوقع وحشية لا تخضع لأي قاعدة منطقية؟".
منظمة قرى الأطفال
وفقًا للتقارير، تزايدت التساؤلات حول دور منظمة "قرى الأطفال SOS"، في هذه القضية.
يقول أفراد عائلة العباسي إنهم يعتقدون أن المنظمة كانت على صلة بنقل الأطفال إلى دور رعاية في ظل الظروف الأمنية الصعبة في سوريا.
نائلة العباسي، شقيقة رانيا، أكدت أن الأطفال الستة كانوا في أحد فروع المنظمة، مما يثير مزيدًا من الشكوك حول تورط المنظمة في تسليم الأطفال للنظام السوري، وهو ما أدى إلى غضب الشارع السوري.
عودة القضية إلى الواجهة
عادت القضية إلى الواجهة بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، حيث وجه حسن العباسي اتهامًا مباشرًا لمنظمة "قرى الأطفال SOS" بأنها كانت على علم بمكان الأطفال بعد اختطافهم، وأنهم ربما تم إيواؤهم في أحد دور الأيتام التي تديرها المنظمة في سوريا.
الانتقادات ازدادت بعدما اعترفت المنظمة بتعاونها مع النظام السوري، وهو ما أثار تساؤلات حول إمكانية قيام المنظمة بإنقاذ الأطفال أم أنها كانت تسهم في "غسيل الأسد" عبر التغطية على انتهاكاته.
لم تتوقف نائلة العباسي عن البحث عن أطفال شقيقتها رغم مرور سنوات، تقول نائلة: "رانيا وأنا سنلتقي في الجنة، هذا ما أؤمن به، لكنني لن أتوقف عن البحث عن الأطفال".
وتضيف أن أصعب لحظة في رحلتها كانت عندما دخلت منزل شقيقتها في دمشق بعد اثني عشر عامًا من الغياب.
طعام فاسد في الثلاجة
وعلى الرغم من أن العائلة كانت قد غادرت، كانت هناك آثارها واضحة، مثل طعام فاسد في الثلاجة، وبلوزة الابنة الكبرى على السرير، وميداليات رانيا لا تزال معلقة.
ويشير التحقيق إلى أن هذه القضية تمثل واحدة من أزمات "غسيل الأسد" التي تُستخدم فيها المنظمات الدولية أو تتعاون مع النظام السوري في إخفاء الانتهاكات التي تعرض لها المواطنون السوريون.
وقدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن نحو 3700 طفل تم نقلهم إلى دور الأيتام تحت سيطرة النظام، ما يثير مزيدًا من التساؤلات حول كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال وما إذا كانت هناك محاولات لطمس هويتهم.
أمل في العدالة
في ختام التحقيق، أكدت نائلة العباسي أن أملها لم ينقطع في العثور على أطفال شقيقتها، وأنها ستواصل البحث مهما كانت التحديات.
وبينما يظل مصير رانيا العباسي وأطفالها مجهولًا، يظل السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن عائلة العباسي من الوصول إلى الحقيقة ومحاسبة المسؤولين عن هذا الاختفاء الغامض؟