واشنطن تقلص وجودها العسكري في سوريا دون التخلي عن مواجهة «داعش»

واشنطن تقلص وجودها العسكري في سوريا دون التخلي عن مواجهة «داعش»
قوات أمريكية في سوريا

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الجمعة، أنها تعتزم خفض عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في سوريا إلى أقل من ألف جندي خلال الأشهر المقبلة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن وزير الدفاع أصدر توجيهات بإدماج القوات الأمريكية في مواقع محددة داخل سوريا، دون تحديد هذه المواقع أو الجدول الزمني الدقيق للعملية، وفق فرانس برس.

أكد بارنيل في بيان أن خطوة تقليص القوات تأتي في إطار "عملية مدروسة ومشروطة"، مشيرًا إلى أن القوات الأمريكية ستبقى مستعدة لمواصلة تنفيذ الضربات ضد فلول تنظيم داعش.

وأضاف أن هذا التحرك يتم انسجامًا مع التزام الإدارة الأمريكية بتحقيق السلام من خلال القوة، مع الحفاظ على الجاهزية القتالية في حال الحاجة لردع التهديدات المتبقية.

مواقف متقلبة

شهد الموقف الأمريكي تجاه سوريا تقلبات حادة خلال السنوات الماضية، وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أمر بسحب القوات الأمريكية من سوريا خلال ولايته الأولى، لكنه تراجع عن قراره في وقت لاحق.

وبعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد في ديسمبر الماضي على يد فصائل معارضة، قال ترامب إن "الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل"، مضيفًا على منصته "تروث سوشال" أن "سوريا في حالة فوضى ولكنها ليست صديقتنا".

ودفعت الهجمات العنيفة التي شنها تنظيم داعش عام 2014 الولايات المتحدة إلى التدخل عسكريًا من خلال حملة جوية دعمت القوات العراقية وقوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد.

وأرسلت واشنطن آلاف الجنود إلى سوريا والعراق لتقديم الاستشارة والمساندة، وخاضت بعض المعارك المباشرة ضد التنظيم المتشدد.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في مارس 2019 هزيمة "داعش" بعد السيطرة على آخر معقل للتنظيم في سوريا، في حين أعلن العراق النصر النهائي في ديسمبر 2017، رغم ذلك، لا تزال فلول التنظيم تنشط في بعض المناطق الريفية، وتواصل القوات الأمريكية شن غارات دورية للحيلولة دون عودته.

تحولات إقليمية

تصاعد النشاط العسكري الأمريكي في سوريا عقب الإطاحة بالأسد، رغم تركيز واشنطن في الآونة الأخيرة على اليمن لمواجهة هجمات الحوثيين على خطوط الشحن، وتعرضت القوات الأمريكية في سوريا والعراق لهجمات متكررة من ميليشيات موالية لإيران منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، ما أدى إلى ردود أمريكية عنيفة تسببت في انخفاض وتيرة هذه الهجمات.

وفي موازاة تقليص الوجود في سوريا، تواصل الولايات المتحدة مشاوراتها مع الحكومة العراقية لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وتحتفظ واشنطن بنحو 2500 جندي في العراق.

وأعلنت أن هذه القوات ستُنهي مهمتها بحلول نهاية عام 2025، في حين سيستمر الوجود العسكري في إقليم كردستان حتى سبتمبر 2026.

الانتشار الأمريكي

ينتشر قرابة ألفي جندي أمريكي في سوريا، بحسب إعلان سابق للبنتاغون في ديسمبر 2024، بعدما كان العدد يراوح حول 900 جندي فقط.

ويأتي هذا الوجود العسكري في إطار التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش، غير أن المواقف السياسية المتغيرة في واشنطن إلى جانب تطورات ميدانية متسارعة في المنطقة، دفعت الإدارة الأمريكية إلى مراجعة استراتيجيتها العسكرية.

ويثير الانسحاب الأمريكي المحتمل تساؤلات حول مستقبل التوازنات في سوريا، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي والصراع بين القوى المتنازعة على الأرض.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية