مشروع سكني للمسلمين يثير جدلاً في ولاية تكساس الأمريكية

مشروع سكني للمسلمين يثير جدلاً في ولاية تكساس الأمريكية
جزء من مشروع الحي السكني للمسلمين في تكساس

 

أثار مشروع سكني متكامل يطوره مسلمون بالقرب من مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية موجة جدل واسع، بعد أن عده مسؤولون جمهوريون تهديدًا ثقافيًا ومصدرًا محتملًا لانتهاك الحقوق الدستورية.

وفق تقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية، السبت، أطلق رجل الأعمال عمران تشودري، البالغ من العمر 52 عاماً والمتحدر من باكستان، مبادرة لإنشاء حيّ سكني يتضمن ألف وحدة سكنية ومدرسة ومستشفى ودارًا للمسنين ومسجدًا، ورغم الطابع المجتمعي والإنساني للمشروع، واجه تشودري حملة رفض شديدة، وتلقى رسائل كراهية مثل "ارحل عن هذا البلد طالما الفرصة متاحة".

تصريحات رسمية تصعّد التوتر

في منشور على منصة "إكس"، قال حاكم تكساس الجمهوري غريغ أبوت: "لنكن واضحين، لا مكان للشريعة في تكساس"، في إشارة إلى مخاوف اليمين من إقامة "مناطق محظورة" على غرار الضواحي الباريسية التي يزعم البعض أنها خارجة عن القانون وتُحظر فيها القيم الغربية، وطالب السيناتور الجمهوري جون كورنين بإجراء تحقيق في المشروع، معتبرًا أنه قد ينتهك حقوق السكان من الديانات الأخرى.

أكد عمران تشودري في تصريحات صحفية أن المشروع ليس منطقة محظور" ولا يقتصر على المسلمين، مشدداً على أن المسجد سيكون مفتوحًا للجميع، شأنه شأن المدرسة والمستشفى والمركز المجتمعي، وأضاف بسخرية قائلًا: "لن نجلب شرطتنا الخاصة أو خدمة إطفاء خاصة بنا".

اتهامات بالكراهية والتحريض

رأى المحامي دان كوغديل أن الهجوم على المشروع تحوّل إلى حملة تحريضية ضد المسلمين في بلانو ومحيطها، متهمًا الحاكم أبوت بنشر معلومات مضللة تسببت في إشعال مشاعر الكراهية، وقد كلف أبوت بالفعل جهات الأمن بالتحقيق في "أنشطة إجرامية محتملة" مرتبطة بالمشروع.

يحمل المشروع اسم "إبيك سيتي"، وهو اختصار لـ "مدينة المركز الإسلامي في شرق بلانو"، ما أثار التباسًا لدى البعض، إلا أن المطورين أكدوا أنه حي سكني ضمن النسيج الحضري القائم، وسيُنجز بالكامل خلال 15 عامًا.

مسلمو تكساس بين الأمل والقلق

يشعر سكان مسلمون في بلانو بالقلق من تصاعد الخطاب العنصري. تقول مويتري رحمن، التي تخطط لبناء منزل لعائلتها في "إبيك سيتي": "استثمرنا بثقة كاملة"، معتبرة أن الحملة ضد المشروع ترتكز على أكاذيب وافتراءات.

أعرب الإمام يسير قدحي، المولود لعائلة باكستانية في هيوستن، عن مخاوفه من تزايد جرائم الكراهية، مشيرًا إلى اعتداء تعرضت له ثلاث فتيات أفغانيات أخيراً في إحدى المدارس. وقال: "لقد اتُهمت بالإرهاب، لكنّهم هم من يرهبونا".

أكدت المعلمة فوزية بلال، البالغة من العمر 49 عامًا وأصلها من بنغلاديش، أن المسلمين في تكساس "جزء من نسيج المجتمع"، مضيفة: "نحن أطباؤكم ومهندسوكم وموظفوكم الحكوميون، نعيش الحلم الأمريكي مثل الجميع".

شهدت السنوات الأخيرة تنامي الخطاب المعادي للمهاجرين والمسلمين في عدد من الولايات الأمريكية، خاصة ذات التوجهات المحافظة، وتعد تكساس من الولايات التي أقرت قوانين ضد ما تسميه الشريعة، في خطوة تراها منظمات حقوقية انعكاسًا لتأثير اليمين المتطرف في الحياة السياسية الأمريكية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية