الصين ترفض التنازلات التجارية مع واشنطن على حساب مصالحها

الصين ترفض التنازلات التجارية مع واشنطن على حساب مصالحها
الرئيس الأمريكي لحظة الإعلان عن الرسوم الجمركية

نددت الصين، اليوم الاثنين، بالدول التي تسعى إلى التوصل لاتفاقات تجارية مع الولايات المتحدة لتخفيف تداعيات الرسوم الجمركية المفروضة أخيرًا، معتبرة أن هذه "التهدئة" تمثل خطرًا مباشرًا على مصالحها الوطنية، مؤكدة في الوقت نفسه أنها "لن تقبل بأي اتفاق يضر بها"، وسترد بإجراءات صارمة.

وفرضت الولايات المتحدة، خلال الأسبوع الماضي، رسوماً جمركية قاسية بلغت 145% على معظم السلع الصينية، في تصعيد غير مسبوق للحرب التجارية الممتدة منذ عام 2018، وفق وكالة "فرانس برس".

ورفعت الرسوم على بعض المنتجات -مثل السيارات الكهربائية- إلى 245%، بحجة الدعم الحكومي غير العادل والمنافسة غير المتكافئة من جانب بكين.

وردت الصين بفرض رسوم انتقامية بنسبة 125% على المنتجات الأمريكية، معلنة أنها ستستمر في هذه "الحرب الاقتصادية حتى النهاية"، ما زاد من توتر الأسواق العالمية وأثار مخاوف من انكماش اقتصادي عالمي.

مفاوضات متعددة الأطراف

استفادت دول حليفة للولايات المتحدة -منها اليابان وكوريا الجنوبية والهند- من تخفيف مؤقت للرسوم بنسبة 10% فقط، ومنحها مهلة تسعين يوماً للتفاوض. 

وأجرت هذه الدول محادثات مباشرة مع واشنطن من أجل حماية مصالحها الاقتصادية وصناعاتها الكبرى، خاصة في قطاعي السيارات والإلكترونيات.

وأكد رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا، السبت، أن المحادثات مع واشنطن قد تكون "نموذجاً للعالم"، مشيراً إلى أن بلاده ترفض أي اتفاق قد يضر بـ"سلامة المواطنين اليابانيين" رغم استعدادها لزيادة وارداتها من المنتجات الأمريكية الزراعية.

رد صيني حازم

حذرت وزارة التجارة الصينية في بيانها الصادر، الاثنين، من أن "التهدئة لن تجلب السلام، والتنازلات لن تُحترم"، معتبرة أن أي اتفاق بين واشنطن ودول أخرى ينتقص من مصالح الصين سيقابل بإجراءات حازمة، وشددت على أن "الصين لن تقبل أبداً أن تُستخدم أداة مساومة".

وأضاف البيان أن السعي وراء المصالح الأنانية المؤقتة على حساب أطراف ثالثة سيبوء بالفشل، داعيًا إلى الحفاظ على التوازن والمساواة في العلاقات التجارية الدولية.

ووصل نائب الرئيس الأمريكي، جاي دي فانس، إلى الهند في زيارة تستغرق أربعة أيام تتركز على قضية الرسوم المفروضة على المنتجات الهندية، في الوقت الذي تسعى فيه نيودلهي للتفاوض على إعفاءات. 

وأرسلت كوريا الجنوبية وفدًا رفيعًا يضم وزيري المال والتجارة إلى واشنطن هذا الأسبوع، تحسبًا من تأثير القرارات الأمريكية على شركتي سامسونغ وهيونداي.

وفي المقابل، توجه المبعوث الياباني ريوسي أكازاوا إلى العاصمة الأمريكية، حيث أجرى محادثات مباشرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في سابقة تعكس حساسية الملف وأهميته بالنسبة للعلاقات الثنائية.

دعوات إلى التعددية والانفتاح

دان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، خلال مؤتمر صحفي عقده إلى جانب نظيره الإندونيسي في بكين، سياسات الأحادية والحمائية التجارية، داعيًا إلى انتهاج "الانفتاح والمنفعة المتبادلة"، ومؤكداً أن استخدام الرسوم الجمركية كوسيلة ضغط سياسي يلحق ضرراً فادحاً بالتجارة العالمية ويقوض الثقة بين الدول.

وأعلن الرئيس الأمريكي، اليوم الخميس، أن واشنطن تجري بالفعل محادثات مع الصين بشأن الرسوم، مشيراً إلى أن بكين "تواصلت معنا عدة مرات"، ما فتح باباً محتملاً لحلحلة الأزمة، رغم أن بكين لم تؤكد هذه المفاوضات بعد، لكنها كررت دعوتها إلى "حوار قائم على المساواة والاحترام المتبادل".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية