الإليزيه يشدد على وحدة أراضي أوكرانيا ويرفض مقترح تبادل الأراضي
الإليزيه يشدد على وحدة أراضي أوكرانيا ويرفض مقترح تبادل الأراضي
أكدت الرئاسة الفرنسية، اليوم الأربعاء، أنّ احترام وحدة أراضي أوكرانيا والانتماء الأوروبي لكييف يشكلان "مطلبين مهمين للغاية بالنسبة للأوروبيين"، في رد حازم على تصريحات نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس الذي اقترح مؤخراً إجراء "تبادل أراضي" بين أوكرانيا وروسيا كجزء من تسوية محتملة للصراع الدائر.
أوضح قصر الإليزيه، في بيان، أن السيادة الأوكرانية ووحدة أراضيها "ليستا قابلتين للتفاوض"، في ما اعتُبر موقفاً واضحاً رافضاً لفكرة التنازل الجغرافي كحل للصراع، والتي أثارها المسؤول الأمريكي الجديد ضمن مناقشات غير رسمية حول السيناريوهات الممكنة لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 سنوات.
جاء الموقف الفرنسي تزامناً مع اجتماع دبلوماسي يجري في لندن، يجمع بين ممثلين عن فرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى جانب مبعوثين من الولايات المتحدة وأوكرانيا، وذلك في إطار مشاورات غير رسمية تهدف إلى وضع أساس محتمل لمحادثات سلام.
وأكد الإليزيه أن "الهدف من هذه المشاورات هو بناء نهج مشترك يمكن للولايات المتحدة أن تقدّمه لاحقاً للروس، في حال توفرت الظروف المناسبة لبدء حوار فعلي".
تباين واضح في الرؤى الغربية
يعكس الموقف الفرنسي تبايناً في الرؤى بين العواصم الغربية بشأن كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، ففي حين يسعى البعض إلى نهج براغماتي يعترف بتوازنات القوة على الأرض، يصر الأوروبيون، وعلى رأسهم باريس، على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، ورفض أي مقترحات قد تُفسر كـ"جائزة عدوانية" لروسيا.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد كرر مراراً دعمه غير المشروط لكييف، وأكد أن الاستقرار الأوروبي لا يمكن أن يُبنى على حساب أوكرانيا، وهو ما أعادت الرئاسة الفرنسية التأكيد عليه اليوم، في وقت تزداد فيه الضغوط الدولية لإيجاد مخرج سلمي للأزمة.
قلق من تصدّع الجبهة الغربية
يثير طرح تبادل الأراضي قلقاً أوروبياً متزايداً من تصدّع وحدة الموقف الغربي، إذ يُخشى من أن يؤدي أي تنازل إقليمي إلى إضعاف المعايير الدولية المتعلقة بسلامة الحدود ويفتح الباب أمام مزيد من النزاعات المسلحة في أوروبا وخارجها.
ويأتي هذا الجدل في وقت لا تزال فيه المعارك مستمرة في شرق أوكرانيا، وسط تصعيد ميداني محدود من الطرفين، ما يزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية الهادفة للوصول إلى تهدئة شاملة.