قلق أممي من استهداف الغارات الأمريكية المرافق الصحية ومقتل أطفال في صنعاء
قلق أممي من استهداف الغارات الأمريكية المرافق الصحية ومقتل أطفال في صنعاء
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء الغارات الجوية الأمريكية المستمرة التي تطال المدنيين والبنية التحتية الحيوية في اليمن، بما في ذلك المستشفيات والمرافق الصحية التي يعتمد عليها السكان، ودعت المنظمة الدولية جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي الإنساني وتفادي استهداف المدنيين.
الضحايا من الأطفال
أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، خلال مؤتمر صحفي عُقد الأربعاء في نيويورك، أن الغارات الجوية الأمريكية على مدينة الحديدة تجاوزت العشرين منذ يوم الاثنين، ما دفع شركاء المنظمة الإنسانيين إلى تكثيف جهود الإغاثة والاستجابة العاجلة للاحتياجات المتزايدة وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأفاد دوغاريك أن الغارات الأخيرة خلفت خسائر بشرية مؤلمة، من بينها مقتل خمسة أطفال في العاصمة صنعاء يوم الأحد الماضي، فيما تواصل الأمم المتحدة تلقي تحديثات عن آثار الغارات الجوية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
استهداف المرافق الصحية
ألحقت غارات الأسبوع الماضي أضرارًا مباشرة بمستشفى في محافظة البيضاء، حيث كان الشركاء الإنسانيون يشغلون وحدة متخصصة لرعاية التوليد وحديثي الولادة في حالات الطوارئ، وأوضح دوغاريك أن القصف دمّر الألواح الشمسية للمستشفى، ما تسبب في توقف العمل فيه على مدار الساعة، ما يُهدد حياة النساء والأطفال حديثي الولادة.
تمويل شحيح واستجابة محدودة
أشار المتحدث الأممي إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية لليمن تعاني نقصاً حاداً في التمويل، إذ لم يُجمع حتى الآن سوى 8% من المبلغ المطلوب للعام الجاري، وهو ما يعادل أقل من 205 ملايين دولار من أصل 2.5 مليار دولار.
وقال دوغاريك إن التمويل المحدود يعرقل قدرة الأمم المتحدة على توسيع تدخلاتها الإنسانية، رغم استمرار وجود فرقها وشركائها في الميدان. وأردف: "لا يمكننا أن نفعل المزيد بأموال أقل، الشعب اليمني عالق في دوامة عنف لا ترحم، وسط أزمة إنسانية خانقة".
يشهد اليمن منذ عام 2015 نزاعاً مسلحاً بين قوات الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة الحوثيين، أدى إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وقد تصاعدت حدة الضربات الجوية في مناطق متفرقة خلال الأسابيع الماضية، وسط تحذيرات من آثار كارثية على المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
تشنت الولايات المتحدة سلسلة من الغارات الجوية على اليمن تستهدف مواقع تابعة لجماعة الحوثيين، وذلك في إطار ردها على الهجمات المتكررة التي شنتها الجماعة ضد السفن التجارية والعسكرية في البحر الأحمر، وكذلك ضد أهداف إسرائيلية باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية، وقد برّرت واشنطن هذه الضربات بأنها تهدف إلى حماية حرية الملاحة وردع التهديدات، في حين أثارت هذه العمليات قلقاً واسعاً بشأن تصعيد العنف وتفاقم الكارثة الإنسانية في البلاد، لا سيما مع وقوع ضحايا من المدنيين وتضرر البنى التحتية الحيوية.