الأمم المتحدة تحذر من استهداف النساء والأطفال وتصاعد العنف الجنسي شرق الكونغو
الأمم المتحدة تحذر من استهداف النساء والأطفال وتصاعد العنف الجنسي شرق الكونغو
حذر مسؤولون أمميون من التأثير المدمر للصراع المتصاعد في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، خصوصاً على النساء والأطفال، مشيرين إلى الارتفاع الخطير في معدلات العنف الجنسي المرتبط بالنزاع خلال الأشهر الأولى من عام 2025.
وفي بيان مشترك صدر الأربعاء، أعرب المسؤولون عن قلقهم العميق إزاء تصاعد هجمات الجماعات المسلحة غير الحكومية في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو، مؤكدين أن هذه الهجمات أسهمت في زيادة حادة في العنف الجنسي ضد المدنيين وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
تهجير قسري وتدمير لمواقع النازحين
أوضح البيان أن مواقع كان يقطنها نازحون داخلياً قد دُمِّرت بالكامل، ما أجبر آلاف المدنيين على الفرار إلى مناطق تفتقر إلى أبسط وسائل الحماية أو الدعم، ما زاد من هشاشتهم وسهولة استهدافهم بالعنف.
وسلط المسؤولون الضوء على الوضع الإنساني الكارثي، حيث وصل عدد النازحين داخلياً في جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى أكثر من 7.8 مليون شخص، في حين تستضيف الدول المجاورة قرابة 1.1 مليون لاجئ كونغولي، فروا من جحيم العنف المستمر منذ سنوات.
العنف الجنسي كسلاح حرب
شدد البيان على أن العنف الجنسي يُستخدم بشكل ممنهج من قبل أطراف النزاع، لا سيما ضد النساء والأطفال، وذلك بهدف ترهيب المجتمعات المحلية ومعاقبتها، وأشار إلى أن هذه الجرائم كثيراً ما تمر من دون إبلاغ، بسبب الخوف من الوصمة المجتمعية ومخاطر الانتقام، بالإضافة إلى ضعف الخدمات الإنسانية والدعم النفسي المتاح للضحايا.
وأكد المسؤولون أن العنف الجنسي ليس سوى جانب واحد من نمط أوسع لانتهاكات جسيمة تُرتكب ضد الأطفال، بما في ذلك التجنيد القسري، والاختطاف، وسواها من أشكال العنف التي تُفاقم من مأساة الطفولة في مناطق النزاع.
مطالبات بتنفيذ القرار الأممي 2773
في ظل هذا الواقع المأساوي، دعا البيان إلى التنفيذ العاجل لقرار مجلس الأمن رقم 2773 الصادر في عام 2025، واتخاذ تدابير فورية لمنع العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، وضمان توفير الحماية والخدمات اللازمة للناجين.
كما شدد البيان على ضرورة الإبقاء على سياسة "الباب المفتوح" أمام النازحين الكونغوليين، والوفاء بالالتزامات الدولية المتعلقة بحمايتهم، مطالباً بتيسير وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، وخاصة للأطفال والناجين من العنف الجنسي.
تعيش مناطق شرق الكونغو الديمقراطية منذ عقود على وقع صراعات دموية تقودها جماعات مسلحة متعددة، تتنازع السيطرة على أراضٍ غنية بالموارد، وتُعد مقاطعتا شمال وجنوب كيفو من أكثر المناطق تضرراً من هذا النزاع، حيث تتكرر فيها أنماط العنف ضد المدنيين، بما يشمل العنف الجنسي الذي تستخدمه الجماعات المسلحة كأداة للسيطرة وبث الرعب في نفوس السكان، وسط ضعف في الحماية وصعوبة في إيصال المساعدات.