بريطانيا تحذر: ما يحدث في دارفور قد يكون تطهيراً عرقياً
بريطانيا تحذر: ما يحدث في دارفور قد يكون تطهيراً عرقياً
اتهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الأطراف المتحاربة في السودان بارتكاب انتهاكات خطيرة، مؤكداً أن بعض أعمال العنف التي وقعت في إقليم دارفور تحمل بصمات تطهير عرقي وقد ترقى إلى جرائم ضدّ الإنسانية.
دعوة لخفض التصعيد ومحاسبة المسؤولين
دعا لامي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى "خفض التصعيد على نحو ملحّ"، مشدداً على ضرورة وضع حد فوري للمأساة المتفاقمة، وأكد في بيان صدر مساء الخميس أن المملكة المتحدة "ستواصل استخدام كل السبل المتاحة لمحاسبة المسؤولين عن الفظائع" بحسب فرانس برس.
مجازر في الفاشر المحاصرة
أفادت تقارير ميدانية وناشطون بأن قوات الدعم السريع قصفت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين مدنيًا وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة، وتعد الفاشر آخر المدن الكبرى في إقليم دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني.
وصف وزير الخارجية البريطاني ما يحدث في الفاشر ومحيطها بأنه مروّع، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لا يمكن أن يقف متفرجًا، ولفت إلى أن لندن جمعت الأسبوع الماضي ممثلين عن الأسرة الدولية لمناقشة سبل إنهاء معاناة الشعب السوداني.
من جهتها، حذّرت منظمة اليونيسف من تداعيات الهجمات المستمرة، ووصفت الوضع بـ"الجحيم على الأرض" لما يقارب 825 ألف طفل يعيشون في الفاشر ومحيطها.
رفع الحصار
طالب لامي قوات الدعم السريع برفع الحصار عن الفاشر فورًا، داعيًا الجيش السوداني إلى ضمان ممرات آمنة للمدنيين الفارين من العنف، كما حذرت منظمات الإغاثة الدولية من خطر اندلاع موجة نزوح جديدة واسعة النطاق في حال استمر القتال أو توسّع.
اندلع النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين داخليًا وخارجيًا. وتحوّلت دارفور إلى مسرح لاشتباكات دامية منذ ذلك الحين، وسط تقارير عن ارتكاب جرائم بحق المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الجماعية والاغتصاب والنهب، ما دفع جهات دولية إلى التحذير من كارثة إنسانية متصاعدة.