بوتين يعلن هدنة إنسانية 3 أيام في أوكرانيا خلال احتفالات «يوم النصر»
بوتين يعلن هدنة إنسانية 3 أيام في أوكرانيا خلال احتفالات «يوم النصر»
أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام من 8 إلى 10 مايو، بالتزامن مع احتفالات موسكو بذكرى انتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية، المعروفة بيوم النصر، وذلك في سياق الحرب المستمرة مع أوكرانيا.
وأكد الكرملين في بيان رسمي، أن قرار وقف الأعمال القتالية جاء "انطلاقًا من اعتبارات إنسانية"، مشيرًا إلى أن الجانب الروسي "سيوقف كل العمليات العسكرية خلال هذه الفترة".
ودعا البيان الجانب الأوكراني إلى الالتزام بالمبادرة ذاتها، محذرًا من أن "أي خرق للهدنة من قبل أوكرانيا سيُقابل برد مناسب وفعال من القوات المسلحة الروسية".
وأشار الكرملين إلى أن هذا الإعلان يندرج في إطار احترام رمزية "الذكرى الثمانين ليوم النصر"، التي تحتل مكانة خاصة في الوعي الوطني الروسي، في وقت تتواصل فيه الحرب الضارية مع أوكرانيا منذ أكثر من عامين.
تجارب هدنة سابقة
سبق لروسيا أن أعلنت عن هدنة مماثلة خلال عطلة عيد الفصح في أبريل الماضي، استمرت 30 ساعة، لكن رغم تراجع نسبي في حدة القتال، تبادل الطرفان الاتهامات بارتكاب مئات الانتهاكات خلال تلك الفترة.
وأظهر ذلك هشاشة أي اتفاق لوقف إطلاق النار في ظل حالة انعدام الثقة العميقة بين الجانبين.
تأتي الهدنة الجديدة في حين تشهد مناطق عدة على طول خطوط الجبهة في شرق وجنوب أوكرانيا معارك متقطعة وعمليات قصف متبادلة، وسط ظروف إنسانية متدهورة للسكان المدنيين العالقين بين خطوط القتال.
تحوّلات في الدعم الدولي
تزامنت هذه التطورات مع تغييرات كبيرة في المشهد الدولي، بعدما شكّلت عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، نقطة تحوّل بارزة في النزاع الأوكراني-الروسي.
فمنذ توليه السلطة، كثفت الولايات المتحدة جهودها لإغلاق ملف الحرب عبر حلول دبلوماسية، في سعي واضح لطي صفحة هذا الصراع الذي استنزف الغرب وأرهق كييف.
وسعى ترامب إلى تقليص الدعم العسكري المباشر لأوكرانيا مقارنة بالسياسة التي انتهجتها إدارة بايدن السابقة، مع ممارسة ضغوط على كييف للانخراط في مفاوضات مباشرة مع موسكو.
وأثر هذا التغير في ميزان القوى على الأرض وأعاد رسم الحسابات السياسية للطرفين المتصارعين.
آمال هشة للتهدئة
بينما يرى البعض أن إعلان بوتين للهدنة قد يوفر نافذة محدودة لالتقاط الأنفاس وربما اختبار نيات الأطراف بشأن وقف التصعيد، إلا أن تجارب الهدنات السابقة تجعل المراقبين أكثر حذرًا بشأن إمكانية التزام الجانبين بها، خاصة في ظل استمرار غياب أي تسوية سياسية حقيقية للنزاع.
ويبقى المدنيون في أوكرانيا هم الضحية الأولى لاستمرار القتال، مع ارتفاع أعداد النازحين وازدياد معاناة السكان الذين يحلمون بعودة السلام والاستقرار إلى وطنهم المنهك.