"المرصد السوري": قتيلان في اشتباكات طائفية قرب دمشق
"المرصد السوري": قتيلان في اشتباكات طائفية قرب دمشق
قُتل شخصان على الأقل، أحدهما مقاتل درزي، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الثلاثاء - الأربعاء، في بلدة صحنايا جنوب غرب دمشق، والتي يقطنها مزيج من أبناء الطائفتين الدرزية والمسيحية، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
يأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد فقط من اشتباكات دامية شهدتها منطقة جرمانا المجاورة، أسفرت عن مقتل 17 شخصًا، هم 8 مقاتلين من أبناء الطائفة الدرزية، و9 من المسلحين "المهاجمين المرتبطين بالسلطة"، بحسب بيان جديد للمرصد.
واندلعت اشتباكات جرمانا في أعقاب انتشار تسجيل صوتي منسوب إلى أحد أبناء الطائفة الدرزية، تضمن إساءات للنبي محمد، ما فجّر موجة غضب واستنفار.
اتفاق لمنع امتداد العنف
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق تهدئة بين ممثلين عن الحكومة السورية ووجهاء دروز جرمانا ليل الثلاثاء، سرعان ما تجددت أعمال العنف في بلدة صحنايا، ما يعكس هشاشة الاتفاق وصعوبة السيطرة على تداعيات التوتر الطائفي.
وقال المرصد إن الاشتباكات في صحنايا دارت بين مسلحين موالين للسلطة ومقاتلين دروز محليين، وأسفرت عن سقوط قتيلين على الأقل، وسط أنباء عن سقوط جرحى وفقدان 14 شخصًا، في ظل أجواء من التوتر والخوف.
ونقل المرصد شهادات من داخل البلدة، من بينها ما قاله الناشط سامر رفاعة: "لم ننم طول الليل.. حالياً تسقط قذائف هاون على منازلنا"، وأضاف بصوت يعلوه القلق وسط أصوات القصف: "السلطات غائبة.. نناشدها أن تقوم بدورها، هناك مصابون لا يمكن إسعافهم، والناس يموتون".
حظر تجول ولقاءات للتهدئة
وفي محاولة لاحتواء التوتر، فرضت قوات الأمن حظر تجول في المنطقة، في حين أجرى مسؤولون محليون لقاءات مع وجهاء وأعيان من أبناء البلدة لبحث سبل التهدئة ومنع اتساع رقعة الاشتباكات.
ونص الاتفاق الذي وُقع في جرمانا ونشرته لاحقًا وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، على ضرورة "محاسبة المتورطين في الهجوم وتقديمهم للقضاء العادل"، بالإضافة إلى "توضيح حقيقة ما جرى إعلاميًا، والحد من التجييش الطائفي والمناطقي"، وأكد الاتفاق على التزام الجهات الحكومية بتنفيذ بنوده فورًا.
تحديات السلطة الانتقالية
يأتي هذا التصعيد الطائفي بعد نحو شهر من أعمال عنف دامية شهدها الساحل السوري، وأسفرت عن مقتل نحو 1700 شخص، غالبيتهم من الطائفة العلوية، ما سلّط الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجهها الحكومة الانتقالية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، منذ إطاحتها بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
ويُعدّ الدروز من الأقليات الرئيسية في سوريا، ويتوزعون بين محافظتي السويداء وصحنايا، بالإضافة إلى وجودهم في لبنان والجولان المحتل وإسرائيل، وعلى مدى سنوات النزاع السوري، حافظ الدروز إلى حد كبير على موقف حيادي، حيث لم يشاركوا بشكل مباشر في القتال إلى جانب النظام أو المعارضة، باستثناء مجموعات محدودة.
ورغم إعلان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع حلّ كل الفصائل المسلحة، لم يتم حتى الآن التوصل إلى اتفاق واضح يدمج المقاتلين الدروز ضمن قوام القوات الرسمية الجديدة، ما يفاقم حالة التوتر والغموض في مناطق وجودهم.