"نيويورك تايمز": ترامب يحتفل بمرور 100 يوم منذ ولايته من خلال مهاجمة المهاجرين وخصومه
"نيويورك تايمز": ترامب يحتفل بمرور 100 يوم منذ ولايته من خلال مهاجمة المهاجرين وخصومه
احتفل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمرور 100 يوم على ولايته الثانية خلال تجمّع حاشد في ولاية ميشيغان، ألقى فيه خطابًا تصعيديًا ضد المهاجرين وخصومه السياسيين، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز"، الثلاثاء.
سافر ترامب إلى منطقة ماكومب قرب ديترويت، حيث تحدّث أمام نحو 3000 من أنصاره في كلية ماكومب المجتمعية، وهي منطقة محورية لفوزه الانتخابي ، وتشهد تحولًا تقليديًا في ولاء النقابات من الحزب الديمقراطي إلى الجمهوري.
وأطلق ترامب وعودًا وتفاخر بإجراءاته على الحدود، واصفًا إياها بالانتصارات الكبرى، رغم الانتقادات المتصاعدة بشأن الانتهاكات المرتبطة بسياسات الترحيل والاعتقالات السريعة.
وردّد الحشد الهتافات تأييدًا لخطابه الذي شمل سخرية من خصومه، وإهانات لجو بايدن، مستخدمًا أوصافًا مهينة، ومشيرًا إلى أنصاره لاختيار لقب "جو النعسان" أو "جو الملتوي".
ادعاء إنجازات اقتصادية
أكّد ترامب خلال كلمته أن سياساته الاقتصادية تواصل تحقيق التقدّم، رغم تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها على السوق الأمريكية، وضع شعار "اشترِ الأمريكي، وظّف الأمريكي" خلف منصة حديثه، في محاولة لتثبيت صورته كمدافع عن الصناعة المحلية.
وأظهرت استطلاعات الرأي أن تأييده الشعبي تراجع مقارنة بأشهر ولايته الأولى، حيث أيدت غالبية الأمريكيين أداءه في يناير وفبراير، قبل أن تبدأ المؤشرات بالهبوط مع تصاعد القلق من تبعات سياساته الاقتصادية.
وشاركت شخصيات محلية في دعم خطابه، من بينها العامل المتقاعد برايان بانيبيكر الذي أيد التعريفات الجمركية وعبّر عن فخره بانتمائه لمقاطعة عدها موطنًا تقليديًا لـ"ديمقراطيي ريغان"، حيث صوّت نحو 56% من سكان المقاطعة لمصلحة ترامب في انتخابات 2024، بحسب النتائج الرسمية.
القبضة الحديد على الهجرة
روّج ترامب لإنجازاته في ملف الهجرة، مشيرًا إلى انخفاض حاد في حالات العبور غير النظامي، لكنه تجاهل المخاوف القانونية المرتبطة بممارسات الاحتجاز والترحيل.
عرض أمام الحضور مقطع فيديو من إنتاج مشترك بين إدارته والحكومة السلفادورية، يُظهر مهاجرين مُرحّلين في طائرة دون طيار، في مشهد وصفه مراقبون بأنه مسيء ومُثير للقلق.
وضاعف ترامب من حديثه عن هذه السياسات، زاعمًا في إحدى الفقرات أن "ثلاثة فقط" هم من تخطوا حرس الحدود، في تصريحات اعتُبرت غير دقيقة.
تعاون مع الرئيس السلفادوري نجيب بوكيلي في إطلاق سلسلة من الفيديوهات الترويجية على مواقع التواصل، تسعى لتسويق حملات الترحيل كإجراءات حاسمة ضد "الفوضى الحدودية"، حسب وصفه.
مهاجمة الدولة العميقة
شدّد ترامب على استخدامه غير المسبوق للسلطة التنفيذية، مشيرًا إلى توقيعه أكثر من 130 أمرًا تنفيذيًا منذ بداية العام الجاري، وهو رقم يعادل تقريبًا ما وقّعه الرئيس بايدن خلال ولايته بأكملها.
أبدى فخره بتقليص عدد الموظفين الفيدراليين، واصفًا بعضهم بأنهم "بيروقراطيون غير أكفاء"، في استمرار لحملته ضد ما يُطلق عليه "الدولة العميقة".
وأظهر استطلاع أجرته صحيفة "نيويورك تايمز" بالتعاون مع كلية سيينا أن 50% من الناخبين يرون أن اضطرابات ترامب السياسية والاقتصادية كانت "أمرًا سيئًا للبلاد"، في حين قال 36% فقط إنها مفيدة.
"تجاوز الحدود" في عدة ملفات
ورأى المشاركون أنه "تجاوز الحدود" في عدة ملفات، أبرزها الرسوم الجمركية، وتطبيق قوانين الهجرة، وتخفيض عدد موظفي الحكومة.
لم يُبدِ ترامب أي قلق تجاه تراجع شعبيته في الاستطلاعات، مدّعيًا أن نتائجها "مُزوّرة"، ومؤكدًا أن ما يهمه هو "دعم الشعب الحقيقي".
أُخرج متظاهران من القاعة بعد أن عبّرا عن رفضهما للخطاب، وسخر ترامب من أحدهما على نحو وُصف بأنه مسيء للهوية الجندرية.
التزام بتقوية الجيش
وقبل خطابه، حضر ترامب فعالية رسمية في قاعدة سيلفريدج الجوية التابعة للحرس الوطني، حيث أعلن عن تزويدها بـ21 طائرة مقاتلة جديدة، مؤكدًا التزامه بتقوية الجيش والحفاظ على القواعد الحيوية.
وظهر على المسرح إلى جانب حاكمة ولاية ميشيغان غريتشن ويتمر، المنتمية للحزب الديمقراطي، والتي أشادت بخطوة الرئيس، رغم الانتقادات السابقة المتبادلة بين الطرفين.
قالت ويتمر: "أنا سعيدة للغاية بوجودنا هنا"، مشيرة إلى أهمية القاعدة بالنسبة لاقتصاد الولاية.