تنفيذ حكم الإعدام في مواطن إيراني متهم بالتجسس لمصلحة إسرائيل

نفذت السلطات القضائية الإيرانية، حكم الإعدام بحق المواطن الإيراني محسن لنكرنشين، بعد إدانته بالتجسس لمصلحة جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، وفق ما أعلنته وكالة أنباء القضاء الإيراني "ميزان"، اليوم الأربعاء.

وأصدر القضاء حكمه النهائي عقب محاكمة مطولة، أكدت خلالها المحكمة العليا أن المتهم أقام علاقات استخباراتية مباشرة وموسعة مع ضباط رفيعي المستوى في الموساد، ونفّذ مهامَّ متعددة اعتُبرت خطرة على الأمن القومي الإيراني.

وكشفت المحكمة الإيرانية أن عملية التجنيد بدأت في أكتوبر 2020، حيث خضع لنكرنشين لدورات تدريبية متقدمة في الخارج على يد ضباط إسرائيليين. 

ونفّذ مهمته الاستخباراتية الأولى بعد شهرين فقط، في ديسمبر 2020، ما يعكس –بحسب وصف المحكمة– "كفاءة عالية واستعدادًا فوريًا للعمل داخل البلاد".

تعاون مع مسؤولي الموساد

أوضحت التقارير القضائية أن المتهم أقام خلال عامين من نشاطه "تعاونًا وثيقًا ومباشرًا" مع مسؤولي الموساد، وشارك بشكل فعّال في تنفيذ عمليات وُصفت بـ"الإرهابية"، استهدفت مؤسسات وشخصيات رسمية إيرانية.

اتهمت المحكمة لنكرنشين بالمشاركة في اغتيال القيادي البارز في الحرس الثوري العميد حسن صياد خدائي، الذي قُتل في مايو 2022 بالعاصمة طهران، وهي العملية التي حمّلت طهران مسؤوليتها مباشرة لإسرائيل في حينه.

واتُّهم كذلك بلعب دور لوجستي وفني في الهجوم الذي استهدف منشأة صناعية تابعة لوزارة الدفاع في مدينة أصفهان، وهي منشأة كانت تُستخدم لأغراض عسكرية حساسة. 

وشمل دوره -وفق لائحة الاتهام- شراء معدات اتصالات مشفّرة، تأمين قنوات الاتصال بين عملاء الموساد، استئجار منازل آمنة بعدة محافظات، وتحويل أموال من إسرائيل إلى داخل إيران لتمويل أنشطة استخباراتية.

توترات بين إيران وإسرائيل

تصاعدت في السنوات الأخيرة وتيرة ما يُعرف بـ"حرب الظل" بين إيران وإسرائيل، والتي اتخذت طابعًا سريًا في كثير من الأحيان، لكنها تسببت في تفجيرات واغتيالات داخل الأراضي الإيرانية. 

وتتهم طهران بشكل متكرر جهاز الموساد بالوقوف وراء عمليات اغتيال علماء نوويين، وتخريب منشآت استراتيجية.

جاء إعدام لنكرنشين في وقت حساس من التصعيد الإقليمي، وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل في ساحات عدة، من بينها سوريا والعراق، إلى جانب المواجهات غير المعلنة في المجال السيبراني والأمني.

تأكيد رسمي ومتابعة أممية

أكد القضاء الإيراني أن جميع الإجراءات القانونية بحق لنكرنشين قد استُوفيت، وأن تنفيذ الحكم جاء بعد مصادقة المحكمة العليا. ولم تصدر حتى الآن أي تعليقات من الجانب الإسرائيلي حول الاتهامات.

وتواصل منظمات حقوق الإنسان مراقبة قضايا الإعدام المرتبطة باتهامات التجسس في إيران، خاصة في ظل الانتقادات الغربية المتكررة لاستخدام طهران لعقوبة الإعدام في ملفات تعدها مرتبطة بالأمن القومي.