وسط تدهور حالتهم الصحية.. إضرابات السجناء السياسيين في إيران تهدد حياتهم

وسط تدهور حالتهم الصحية.. إضرابات السجناء السياسيين في إيران تهدد حياتهم
سجن إيراني- أرشيف

خاض أربعة سجناء سياسيين في إيران إضرابًا عن الطعام لأسباب متعددة منذ مطلع أغسطس، وفق ما أفادت به تقارير حقوقية، الأمر الذي يثير قلقًا بالغًا بشأن أوضاعهم الصحية واحتمال فقدان حياتهم إذا استمرت السلطات في تجاهل مطالبهم.

أكدت قناة "تلغرام" الخاصة بالسجين السياسي حسين رونقي، اليوم الأربعاء، أن وضعه الصحي في اليوم الحادي والعشرين من الإضراب بات مقلقًا للغاية.

وأشارت إلى أنه أبلغ والدته في مكالمة هاتفية بقراره الدخول في "إضراب جاف" ابتداءً من 24 سبتمبر، وهو ما يعني التوقف عن تناول الطعام والماء معًا، ما يزيد المخاطر على حياته

وأفاد موقع "هرانا" الحقوقي بأن ثلاثة سجناء آخرين، هم بيجن کاظمي، ومحمد معیدي ‌شكیب، وحمزة درويش، انضموا إلى مسار مشابه من الاحتجاج عبر الإضراب عن الطعام.

معاناة حسين رونقي

واصل السجين السياسي حسين رونقي، المعتقل في سجن "قزل حصار" بمدينة كرج، إضرابه رغم صدور شهادة طبية رسمية تفيد بعدم قدرته على تحمّل السجن. 

وبدأ إضرابه العادي في الثالث من سبتمبر بعد شهر من نقله إلى السجن. وفي رسالة مؤثرة كتبها يوم 21 سبتمبر، أكد أن "المرحلة المظلمة في إيران ستمضي"، لكنه لا يرى أن "البقاء على قيد الحياة بأي ثمن" يمثل خيارًا مرغوبًا بالنسبة له. 

ويقضي رونقي أحكامًا بالسجن تصل إلى ست سنوات بتهمتي "الترويج ضد النظام" و"التجمع والتواطؤ ضد الأمن".

إضراب بيجن کاظمي

أعلنت السيدة شهناز خسروي، والدة السجين السياسي بيجن کاظمي، في 22 سبتمبر أن ابنها بدأ إضرابه عن الطعام يوم 18 سبتمبر احتجاجًا على سوء معاملة عناصر الأمن في معتقل وزارة الاستخبارات بمدينة قم. 

واشتكت من منعه من التواصل مع محاميه أو لقاء عائلته، في مخالفة صريحة للقوانين الإيرانية التي تنص على أن الموقوف يجب أن يكون تحت إشراف "منظمة السجون" وليس أجهزة الأمن.

واعتُقل کاظمي في يناير الماضي بعد مداهمة منزله في مدينة کوهدشت ومصادرة جميع الأجهزة الإلكترونية الخاصة به وبعائلته.

حرمان من العلاج

دخل السجين السياسي محمد معیدي ‌شكیب، المعتقل في سجن إيفين بطهران، في إضراب عن الطعام منذ 20 سبتمبر بسبب حرمانه من الخدمات الطبية. 

وأكد مصدر مقرب من عائلته لموقع "هرانا" أنه يعاني من أمراض خطيرة تشمل مشكلات في القلب والبروستات والفقرات العنقية والقطنية. 

واعتُقل معیدي ‌شكیب في سبتمبر 2023، وصدر بحقه حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات وتسعة أشهر بتهم "التجمع والتواطؤ ضد أمن الدولة" و"الترويج ضد النظام".

استهداف حمزة درويش

واجه السجين السني حمزة درويش، المعتقل في سجن "لاكان رشت"، ضغوطًا جسدية ونفسية منذ اعتقاله، ما دفعه إلى إعلان إضراب عن الطعام في أغسطس الماضي. 

ورغم إجباره على إنهائه تحت التهديد، استأنفه مجددًا في اليوم التالي. وكتب في رسالة أن مسؤولي السجن قالوا له ساخرين إن "هناك طرقًا أسهل للانتحار". 

وزاد الخطر على حياته بعد تعرضه لهجوم بالسكين داخل السجن يوم 21 سبتمبر، حيث طعنه أحد السجناء بينما وُجّهت أصابع الاتهام إلى مسؤولي جهاز حماية الاستخبارات بتحريضه، ويقضي درويش حكمًا بالسجن عشر سنوات وستة أشهر بتهم سياسية.

ملاذ أخير وخطر

يلجأ السجناء السياسيون في إيران مرارًا إلى الإضراب عن الطعام كخيار أخير يعبّر عن احتجاجهم على انتهاك حقوقهم، بما في ذلك الحرمان من المحاكمة العادلة أو منعهم من العلاج أو إبقاؤهم في الحبس الانفرادي لفترات طويلة. 

لكن هذه الخطوة، التي تتكرر كثيرًا في السجون الإيرانية، لا تؤدي سوى إلى تعريض حياتهم للخطر في ظل غياب تجاوب من السلطات. 

وتؤكد منظمات حقوقية أن استمرار مثل هذه السياسات يرسخ واقعًا مأساويًا يهدد حياة المئات من المعتقلين السياسيين والناشطين داخل السجون الإيرانية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية