الأمم المتحدة: 70% من أراضي غزة أصبحت مناطق عسكرية خلال 6 أسابيع
الأمم المتحدة: 70% من أراضي غزة أصبحت مناطق عسكرية خلال 6 أسابيع
كشفت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، أن نحو 70% من أراضي قطاع غزة تحوّلت إلى مناطق عسكرية مغلقة أو خاضعة لأوامر إخلاء في غضون 6 أسابيع فقط، وذلك منذ أن استأنفت إسرائيل عمليتها العسكرية الواسعة في القطاع، ما تسبب في تهجير قسري جماعي لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
وأفادت صحيفة واشنطن بوست، نقلاً عن تقارير الأمم المتحدة، أن الجيش الإسرائيلي أعاد رسم معالم القطاع الجغرافية بشكل كامل، ما أدى إلى تكدّس السكان في مساحات صغيرة تتقلص يومًا بعد آخر، وسط ظروف إنسانية مأساوية.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فإن أوامر الإخلاء الأخيرة شملت مناطق حدودية ومراكز حضرية كبرى، وأسفرت عن نزوح أكثر من 420 ألف شخص خلال الفترة الأخيرة.
على طول حدود القطاع
وسّعت إسرائيل نطاق ما تُسميه "المنطقة الأمنية" أو "المنطقة العازلة" على طول حدود قطاع غزة مع كل من إسرائيل ومصر، في خطوة قالت إنها تهدف إلى منع تكرار هجوم 7 أكتوبر 2023.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فإن القوات المنتشرة في تلك المناطق لن تنسحب منها في الوقت الراهن، مع التأكيد على أنها أصبحت مناطق "محظورة الدخول" يعرض الفلسطينيون حياتهم للخطر بمجرد الاقتراب منها.
وشهدت مدينة رفح جنوب القطاع أكبر توسع في "المنطقة الأمنية"، حيث طالبت إسرائيل بإخلاء المدينة بالكامل مع تقدم قواتها باتجاه الشريط الحدودي.
ويمتد ما يُعرف الآن بـ"ممر موراج" الجديد، من رفح شمالاً حتى خان يونس، مكملاً منطقة العزل التي كانت تعرف سابقًا بـ"ممر فيلادلفيا".
تحذير من كارثة
وأطلقت منظمات إنسانية ودولية تحذيرات متكررة من أن توسع أوامر الإخلاء أدى إلى فصل آلاف الفلسطينيين عن أراضيهم ومصادر رزقهم، وقطع عنهم سبل الوصول إلى المساعدات، في وقت يفرض فيه الحصار الإسرائيلي الكامل على القطاع منذ نحو شهرين.
وأشارت تقارير مكتب (OCHA) إلى أن المناطق التي شملتها أوامر الإخلاء تضم نصف عدد آبار المياه في غزة، بالإضافة إلى العديد من المنشآت الطبية والخدمية الحيوية، في حين لا يزال عدد من المدنيين يقيمون في بعض المناطق التي طُلب منهم مغادرتها، ما يجعلهم عرضة للقصف أو الإخلاء القسري المفاجئ.
وأثار هذا التوسع الجغرافي والعسكري مخاوف من أن تكون إسرائيل بصدد فرض وقائع ديموغرافية جديدة على الأرض، قد تؤدي إلى إعادة ترسيم دائمة للقطاع، خصوصًا مع رفضها الواضح التخلي عن المناطق الحدودية التي باتت تحت سيطرتها الكاملة.