"الدفاع المدني": قصف مدرسة في غزة يودي بحياة أكثر من 25 نازحاً
"الدفاع المدني": قصف مدرسة في غزة يودي بحياة أكثر من 25 نازحاً
استفاق سكان حي الدرج وسط مدينة غزة، فجر اليوم الاثنين، على واحدة من أكثر الغارات دموية منذ استئناف الهجوم الإسرائيلي، إذ سقط 25 شهيداً على الأقل، غالبيتهم من الأطفال، في غارة استهدفت مدرسة فهمي الجرجاوي التي كانت تؤوي مئات النازحين، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، إن طواقم الإنقاذ نقلت "25 شهيدًا على الأقل وأكثر من 60 مصابًا من داخل المدرسة"، مضيفًا: “المكان كان يعج بالعائلات الهاربة من الموت، فحوّله الجيش الإسرائيلي إلى مجزرة مروعة”، وفق فرانس برس.
استهداف "مركز قيادة"
من جانبه، برّر الجيش الإسرائيلي الغارة بأنها استهدفت "إرهابيين كبارًا" -على حد زعمه- من حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، قال إنهم "كانوا ينشطون في مركز قيادة يقع في منطقة كانت تستخدم كمدرسة".
وأضاف في بيانه أن الضربة نُفّذت في محيط مدينة غزة، دون تقديم دليل واضح على وجود نشاط عسكري داخل المدرسة أو حولها.
وكان الدفاع المدني قد أعلن، الأحد، استشهاد 22 شخصًا آخرين في سلسلة غارات جوية متفرقة، من بينهم امرأة حامل وعدد من الأطفال، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى مستويات مروعة.
الحصار يُفاقم المأساة
يتزامن التصعيد مع استمرار الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية، وخصوصًا في ما يتعلق بنقص الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب والوقود.
وتؤكد منظمات الإغاثة أن كميات المساعدات التي سمحت إسرائيل بإدخالها "أقل بكثير من الحد الأدنى الضروري"، وسط تحذيرات متزايدة من مجاعة وشيكة.
غضب دولي متصاعد
أثارت الغارات المكثفة والارتفاع الهائل في عدد الضحايا سخطًا دوليًا واسعًا، شمل حتى حلفاء إسرائيل التقليديين، فقد صوّت الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي لأجل إعادة النظر في اتفاق الشراكة مع إسرائيل.
من جهته، دعا وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، خلال مؤتمر في مدريد، إلى فرض عقوبات ووقف تزويد إسرائيل بالسلاح، وقال: "يجب أن تدخل المساعدات الإنسانية غزة بكميات كبيرة ومن دون عوائق وبشكل محايد، لا يمكن أن تقرر إسرائيل من يستطيع أن يأكل ومن لا".
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد أبدى أمله في "وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".
اندلاع الحرب
اندلعت الحرب في قطاع غزة عقب هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1,218 شخصًا، معظمهم مدنيون، وخطف 251 رهينة، لا يزال 57 منهم داخل القطاع.
ومنذ ذلك الحين، شنت إسرائيل هجومًا واسعًا أدى إلى استشهاد أكثر من 53,939 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة ما يزيد على 122 ألفا، وفق وزارة الصحة في غزة.
وتسببت الحرب في دمار واسع في البنية التحتية وموجات نزوح هائلة، وسط انهيار النظام الصحي وتحذيرات دولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.